أعتقد أن مصير بشار الأسد رئيس سوريا والطغمة الملتفة حوله سيكون أسوأ مصير لحاكم من الحكام المستبدين المجرمين علي مستوي العالم. بما ارتكبه من جرائم في حق شعبه. وآخرها مجزرة الحولة التي أسفرت عن 106 قتلي بينهم خمسون طفلاً!! لا يستوعب أي عقل الكيفية التي يفكر بها بشار لكي يستمر في حكم شعب يأباه ويرفضه. وأي شياطين الإنس والجن الذين يدفعونه لارتكاب هذه الجرائم ويسولون له أن سوريا أصبحت ملكا خالصا له ورثة عن أبيه حافظ الأسد. وأن من حقه أن يتربع علي عرشها ويورثه من بعده لابنه إن كان له ابن؟! لا يتورع بشار عن سلوك كل طرق الإجرام واتباع كل وسائل التنكيل والقتل للشعب السوري. ولا يهتز له ضمير لو كان الجلوس علي تلال من جماجم هذا الشعب هو الوسيلة للاحتفاظ بملكه. أي قلب أسود. وأي ضمير ميت. وأي نفس مريضة. وأي شيطان رجيم طوع له قتل 50 طفلا بريئا في مجزرة الحولة الرهيبة.. لقد تناقلت وسائل الاخبار بالتفصيل وصف تلك المأساة الانسانية فذكرت ان الأطفال الذين قتلوا في المذبحة كانوا مكبلين. وأن العملية تمت علي مرأي المراقبين الدوليين.. وظهرت جثث الاطفال مصابة بجروح قطعية وملقاة علي الأرض. وأشلاء بشرية تغطيها الدماء وسمعت أصوات عويل وصراخ في مشهد يدمي القلوب!! لا غرابة أن تقف الجامعة العربية وكل دولها عاجزة عن اتخاذ أي موقف إيجابي لانقاذ الشعب السوري من محنته.. فهكذا تعودنا من الجامعة علي مدي تاريخها.. فهي جامعة صورية من حيث الشكل فارغة من حيث المضمون.. وأعضاؤها من الدول العربية متفرقون متناحرون.. يجيدون الكلام المعسول ويعجزون عن الفعل الجاد. والعالم كله أيضا يقف متفرجا.. وخاصة دول الغرب المنضوية تحت لواء حلف شمال الاطلنطي.. لقد تدخلت هذه الدول بقوة واستخدمت سلاح طيرانها للتخلص من القذافي ونظام حكمه لأن لها مغانم في ليبيا كموقع جغرافي وكثروة بترولية هائلة تمدها بالطاقة اللازمة. أما سوريا فشأن آخر مختلف تماما لوجود اسرائيل علي حدودها حيث تحتل قطعة غالية من أرضها وهي مرتفعات الجولان الاستراتيجية.. والغرب ومعه اسرائيل يهمه في المقام الاول أن تنهك هذه الدولة نفسها بنفسها وبأيدي ابنائها ولسان حاله يقول: دعوهم يقتلون بعضهم البعض حتي آخر رجل وآخر قطعة سلاح ليظل الوضع علي ماهو عليه وتصبح الجولان بحكم الأمر الواقع قطعة من اسرائيل لا تتجزأ ولا تنفصل عنها!! بشار لا يهمه كل ذلك.. ولا يهمه مستقبل بلده.. لا يهمه إن قتل نصف سكان سوريا.. كل ما يهمه ان يحافظ علي العرش الذي ورثه عن والده.. ان يجلس مستريحا في قصر الرئاسة تحيط به الشلة المستفيدة وتهييء له بل تزين له سوء عمله. لقد استرحم معمر القذافي قاتليه فلم يرحموه وقتلوه شر قتلة وأصبح عبرة لمن يعتبر من أمثاله من الحكام المستبدين.. لكن بشار أغواه شيطانه فلم يعتبر وسيظل سادرا في غيه حتي يحين قطاف رأسه ويومها سيعض الظالم علي يديه وسيلقي مصيرا أسوأ من مصير القذافي وأسوأ من مصير صدام حسين. دم أطفال مجزرة الحولة في رقبتك يابشار إلي يوم الدين وسينطبق عليك قول الله عز وجل "أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلي ربه فيعذبه عذابا نكرا". التاريخ لا يرحم.. والله يمهل ولا يهمل.