أصبح المشهد واضحا في سباق الرئاسة وتأجل إعلان اسم الرئيس إلي جولة ثانية تجري الشهر القادم. تم الفرز لأول مرة علي شاشات التليفزيون تحت اشراف القضاة وتابع كل مصري ومصرية الفرز علي الهواء صوت وصورة من داخل اللجان .. ولكن مازال الكل يترقب إعلان النتائج النهائية يوم الثلاثاء القادم من قبل اللجنة العليا للانتخابات لتحديد عدد الأصوات علي وجه التحديد التي حصل عليها كل فصيل من التيارات والاتجاهات التي خاضت معركة الانتخابات. وبداية نذكر ان طوابير التصويت التي امتدت أمام بعض اللجان لأكثر من نصف كيلو متر أكدت بما لا يدع مجالا للشك ان المصريين كانوا عطشي للديمقراطية وممارسة حق انتخاب الرئيس الذي لم يتعودوا عليه من قبل. خرج ما يقرب من 25 مليون ناخب في سابقة تعد الأولي من نوعها لاعلان رأيهم فيمن يريدونه وكانت آخر الأرقام في عهد المخلوع لا تتعدي خمسة ملايين ناخب فقط مما يعني ان الناس لم تكن تثق في هذا النظام ولم تكن تشارك. قراءة التصويت تؤكد انه كان متشعبا في اتجاهات مختلفة بين الليبراليين والاسلاميين ومن يطلقون عليهم أنهم امتداد للنظام السابق وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع هذا القول لأن هذا ليس مجاله.. فالمؤكد ان مرشحي الثورة خسروا كثيراً لعدم اتفاقهم وتوحدهم وراء من يمثلهم وان الإخوان خاب ظنهم في حسم المعركة من الجولة الأولي لكنهم علي أية حال دخلوا الإعادة وباتوا ينتظرون القادم لهم من الاتجاهات الأخري. وبعيدا عن هذا وذاك فإنني أتمني من الرئيس القادم أيا كان اتجاهه أو رأيه ان يضع نصب عينيه 7 ملاحظات اساسية ليعمل بها ويكون فعلا وحقا رئيسا لمصر ولكل المصريين. * بداية ندرك أن التركة ثقيلة لكننا نريد منه أياً كان شخصه أو اتجاهاته أو ميوله ألا يصفي حسابات مع من خاصموه أو اعترضوا عليه وخاضوا معارك شرسة ضده لأنه لو فعل ذلك فسوف يخسر الكثير ولن يكون رئيساً بحق لكل المصريين من قالوا له نعم ومن قالوا له بالفم المليان لا وألف لا. * نريد رئيساً يأتي بكل البرامج التي طرحها منافسوه ويناقشها مع الخبراء ليختار أحسن ما فيها ويضمه إلي ما طرحه علي الناخبين خلال أيام الدعاية والمؤتمرات الصحفية واللقاءات التليفزيونية. * أيضاً لا مانع من أن يستفيد بهؤلاء ويشكل منهم مجلساً استشارياً حتي ولو خالفوه الرأي.. لأن في ذلك اثراء للعمل مادام الهدف هو مصر وليس الصالح الخاص. * كما أتمني وأريد من الرئيس القادم أن لا يحيط نفسه بشلة.. وبمعني أوضح يجب ألا يعتمد علي فريق الدعاية أو حملته الانتخابية.. بل عليه أن يوسع دائرة العمل والمشاركة لتشمل كل المصريين ونودع أسلوب أهل الثقة إلي اختيار الخبرة حتي ولو خالفونا في الرأي. * أن يبدأ بالملف الأمني لتحقيق الهدوء والاستقرار في الداخل حتي نضمن ازدهار الاقتصاد في شتي المجالات. * أن يعيد لمصر مكانتها العربية والدولية كدولة محورية في المنطقة من خلال سياسة رشيدة عاقلة تعرف الامكانات والقدرات والوسائل التي تصل بنا إلي ما نريد دون انفعالات غير مبررة أو ركوع لإملاءات لاتحترم ارادة الشعب ورغباته ومصالحه القومية. * أن يدرك حقاً أن الكفن بلا جيوب وأن الأفعال هي الباقية في ذهن الناس تذكره بها علي الدوام.. وأن يأخذ العبرة والعظة من المخلوع الذي قال هذه المقولة عندما تولي المسئولية.. ثم كانت تصرفاته عكسها تماماً حتي بلغ عدد القصور والاستراحات الرئاسية في انحاء مصر ومحافظاتها أكثر من 45 مقراً مخصصاتها وتكاليفها من أموال الشعب وأعطي لأولاده ما ليس حقهم.. بل وعمل بكل طاقته علي أن يورث الحكم لنجله.. وكانت هذه الطامة التي ذهبت به وبنظامه. المنطق والعقل يؤكدان أن هذه الأمور مجتمعة لو عمل بها ولها الرئيس سوف يتربع بلا شك علي عرش قلوب المصريين علي اختلاف انتماءاتهم وميولهم السياسية وسيكون الزعيم الذي نقول له تقدم دورة جديدة ونحن معك لنستكمل مابدأناه ولا شك أنه سيستطيع انتشال الشعب من الفقر والجهل والمرض الذي يلاحق الملايين منذ عقود. لقطات : ** سألني صديقي: هل تتوقع أن يحدث الاستقرار والأمن بعد تسمية الرئيس؟! * قلت: شخصية القادم.. الفيصل ** قال اللواء عمر سليمان في حوار مع جهاد الخازن: احذر من انقلاب عسكري.. المستقبل مخيف إذا وصل الإخوان إلي قمة السلطة. * كلام مرعب.. له أهداف. ** بعد مشادة كلامية أمام لجنته الانتخابية بمدينة اكتوبر وقف د. سعد الكتاتني في الطابور التزاماً بأمر الديمقراطية. طلب شيخ الأزهر الوقوف بالطابور عندما وصل إلي مقر لجنته الانتخابية بمصر الجديدة.. لكن الناخبين رفضوا وقاموا بإدخاله مباشرة إلي مقر اللجنة. * المفارقة لا تحتاج تعليقاً!! ** الواقع يقول: انه في يوم الثالث والعشرين من مايو عام 2012 ذهب المصريون إلي صناديق الانتخاب لاختيار حاكمهم لأول مرة في التاريخ بإرادتهم الحرة دون تزوير. * خلونا نكرر التجربة.. في الإعادة. ** قررت واشنطن خصم قيمة كفالة الافراج علي الأمريكيين المتهمين في قضية التمويل الأجنبي وقيمتها 5 ملايين دولار من قيمة مساعدتها التي تقدمها لمصر. * ماما أمريكا ضحكت علينا.