تحتضن مدن ومراكز وأحياء وقري ونجوع سوهاج ألف جمعية أهلية جميعها تحمل وتشترك في مسمي جمعية تنمية المجتمع وكفالة الأيتام ورقم وتاريخ الإشهار من مديرية التضامن الاجتماعي. لكن الرقابة عليها لا تذكر فالجمعيات تعتبر دولاً صغيرة داخل الدولة الأم وأصبحت الباب الواسع للثراء السريع والوجاهة والسفريات المتعددة والمؤتمرات المشبوهة التي تنظمها العديد من تلك الجمعيات ووصل الأمر في العهد البائد لقيام ترزية الحزب الوطني المنحل لتأسيس جمعيات لرعاية الطلبة والحوامل والعوانس وكانت تدعم بأرقام فلكية وتطبع مئات الآلاف من دفاتر التبرعات التي كان يتم فرضها علي موظفي القطاعات الحكومية بحيث يتحمل كل من له طلب في الوحدة المحلية أو الحي عدداً من الايصالات وكانت أفضل "سبوبة" لجمع الملايين بطريقة شرعية. لكن التصرف في تلك الملايين يحوم حوله الشبهات وكانت المطبوعات والمؤتمرات والندوات والاحتفال بيوم اليتيم المصري والعربي القنطرة التي يتم من خلالها تمرير الآلاف من الجنيهات وضرب الفواتير الفلكية تحت المتابعة والرقابة الوهمية وعدم المساءلة بل تمكنت بعض الجمعيات من الحصول علي قرارات تخصيص أراضي أملاك دولة بقلب المدينة لإنشاء مشروعات لم تولد حتي اليوم ووصل الحال في سوهاج إلي قيام أصحاب مهن مختلفة لا علاقة لهم بالجمعيات مثل الحدادين والسباكين وأصحاب مراكز الكوافير لإشهار جمعيات ويترأسون مجلس إداراتها والشروع في جمع الأموال عيني عينك ومما زاد الطين بلة قيام الجمعيات بتنظيم مؤتمرات وندوات يدعي إليها من يعمل بالصحافة المحلية للمحافظة في الفنادق الثلاثة نجوم كما دخلت اللعبة بقوة الجمعيات الحقوقية للإنسان والمرأة وأطفال الشوارع والأيتام والأرامل واختلط الحابل بالنابل ونهاية القول أن الجمعيات الأهلية وجمعيات تنمية المجتمع المحلي بسوهاج أخطأت الهدف وضلت الطريق وتعمل عكس مسمياتها ووصل الحال للقائمين عليها أنهم يلبسون ثوب الحصانة الدائم فهم فوق الحسابات نظراً لضعاف النفوس من الجهات الحكومية صاحبة السيادة الشرفية علي أعمالها ووصل الحال لقيام بعض الجمعيات التي تحمل مسمي جمعيات تنمية المشروعات الصغيرة والكبيرة والمتوسطة أن تشتري مقارات لها بأفخم الأبراج السكنية والإدارية وتعتمد في إدارتها علي الفتيات وعملت تلك الجمعيات الفاخرة علي تقديم القروض الدوارة وذات المسميات المختلفة وفريق المحامين لديها جاهز لتكبيل الضحية المقترض بالكمبيالات والشيكات علي بياض والسداد بانتظام وتشهد محاكم سوهاج آلاف الأحكام بالسجن علي المقترضين من الجمعيات الأهلية وبالمرة الجمعيات الأهلية وجمعيات تنمية المجتمع المحلي تمثل صندوقاً أسود في حاجة لخبراء وقيادات جريئة لفتحه وكشف ألغازه المحيرة. ولا ينسي أبناء سوهاج السيارات الفارهة التي تملكها رؤساء مجالس إدارات الجمعيات بعد أن كانوا لاحول لهم ولا قوة وبالمرة فإن الجمعيات الأهلية في سوهاج تدار بطريقة بعيدة كل البعد عن أهدافها وكل همها الأرباح والعائد علي الجيوب التي لا تشبع أبداً في محافظة موصومة بأنها طاردة لأبنائها ومشهور أن بها 100 قرية تحت خط الفقر وبها 6 قري الأشهر فقراً علي مستوي الجمهورية