هي قضية الموسم بلا شك.. فقد علت فرقعة قنابلها فوق كل الفرقعات.. إلي الدرجة التي جعلت صحيفة رصينة مثل الأهرام تضعها في المانشيت الرئيسي بالصفحة الأولي أمس. أتحدث بالطبع عن قضية الاتهامات المتبادلة بين النائب عصام سلطان عضو مجلس الشعب والقيادي بحزب الوسط والفريق أحمد شفيق المرشح في انتخابات الرئاسة.. وقد تطورت الاتهامات إلي قصف متبادل بقنابل الدمار الشامل.. وفي اعتقادي أن هذه القضية سوف تستمر وتتسع لأسابيع إن لم يكن لشهور سواء فاز الفريق شفيق بالمنصب الرفيع أم لم يفز.. فما قاله الطرفان حتي الآن مثير جداً وخطير جداً.. ولا يمكن السكوت عليه. القضية بدأت كما نعرف جميعاً بالبيان العاجل الذي قدمه النائب عصام سلطان في مجلس الشعب واتهم فيه الفريق شفيق بإهدار المال العام حيث باع أكثر من 40 ألف متر مربع لعلاء وجمال مبارك بسعر 75 قرشاً للمتر في حين أن سعره الأصلي المقرر قبل أربع سنوات من عقد البيع كان ثمانية جنيهات.. وبعد البيان العاجل توجه النائب سلطان بمستنداته وعقوده الموثقة إلي النائب العام طالباً التحقيق فيها وبالفعل بدأت إجراءات التحقيق. بالطبع لم يسكت الفريق شفيق ولم ينتر التحقيق ولم يهتم أو يكتف بما يبرئ ساحته وإنما رد علي قنبلة النائب عصام سلطان بقنابل مدوية أشد وأنكي.. فقد اتهمه بأنه كان عميلاً لجهاز أمن الدولة المنحل من داخل ميدان التحرير أثناء الثورة.. وأن الجهاز كلف النائب سلطان بمهمة التواصل مع الدكتور محمد البرادعي للحيلولة دون اقترابه من جماعة الإخوان المسلمين.. كما اتهم الفريق شفيق النائب سلطان بأنه كان سبباً في "فبركة" قضايا غسل الأموال وميليشيات الأزهر ضد القيادي الإخواني المهندس خيرت الشاطر وتسبب في سجنه.. وأن سلطان تجسس لمصلحة أمن الدولة علي حركة كفاية وعلي الإخوان أيضا. في تفصيل هذه النقطة قال الفريق شفيق: "إن الذي يعلمه الشاطر أنني كنت سبباً قوياً في الإفراج عنه في قضية ميليشيات الأزهر.. أما عصام سلطان فكان هو السبب في فبركة القضايا للشاطر.. وقد تم استخدامه في فضح جماعة الإخوان المسلمين بعد طرده منها مقابل إنشاء حزب سياسي.. وكذلك استغل القيادي الإخواني خيرت الشاطر في إيقاعه في كمين علي إثره حوكم الشاطر في قضية غسل الأموال بسبب عصام سلطان". وفي مجال الدفاع عن دوره في قضية الأرض قال الفريق شفيق إنه لم يكن رئيساً للجمعية التي باعت الأرض وقت أن خصصت لعلاء وجمال واتفقت علي السعر.. لكنه قام بتوثيق ما تم من تعاقدات سابقة لرؤساء سابقين. أما النائب عصام سلطان فقد أصدر بياناً ذكر فيه إن المعلومات الموثقة التي قدمها للنيابة لا يرد عليها بالمرسل من القول.. وتساءل: منذ متي يدافع الفريق شفيق عن الإخوان وكفاية والدكتور البرادعي؟!.. ولاحقاً قال سلطان ل "اليوم السابع" إنه تلقي رسائل تهديد من أنصار شفيق وأثبتها في محضر رسمي.. وأضاف: "ترويج شائعة علاقتي بأمن الدولة محاولة للهروب من قضية فساد الأراضي.. ولدي مستندات جديدة تدين المرشح الرئاسي". علي الجانب الآخر قال الدكتور محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة: "لن نلغي عقولنا لكي نصدق أن سلطان كان عميلاً لأمن الدولة وكان ضمن رجال مبارك المقربين وينعم بالوائف والمكاسب بينما كان السيد شفيق ناشطاً سياسياً معارضاً محوراً طوال 15 سنة مضت. بقي أن نتوقف أمام بعض النقاط التي أثارها هذا القصف العنيف بالقنابل مثل: * إذا فهمنا أن النائب سلطان أخرج قضية بيع الأرض لعلاء وجمال مبارك الان للتأثير علي فرص الفريق شفيق في انتخابات الرئاسة فكيف نفهم سكوت الفريق شفيق علي الحقيقة التي يعرفها جيداً وأعلنها مؤخراً وهي أن المهندس الشاطر سجن في قضية أو قضايا مفبركة وبمؤامرة بين جهاز أمن الدولة وعصام سلطان؟! * لماذا لا تهر الحقائق إلا عندما تتعلق بالدفاع عن شخص معين؟!.. فالفريق شفيق يعرف علي نحو ما ذكر في الأهرام أمس أن شخصاً وربما أشخاصاً جري استخدامهم في فضح جماعة الإخوان بعد خروجه أو خروجهم منها.. ومع ذلك تفاعل هو مع هذه الفضائح كأنها مسلمات وتعامل علي أساسها.. وكان عليه أن ينأي بنفسه عن المشاركة في هذه الفضائح التي يعرف كما قال إنها مقصودة وسُيدفع في مقابلها حزب سياسي لهذا الشخص أو ذاك. * لماذا لا يصدر قانون سريع يجبر رجال الدولة السابقين علي الكشف عما بحوزتهم من معلومات وحقائق لإعادة رسم الخريطة المعلوماتية في مصر علي أسس صحيحة واستبعاد ألاعيب جهاز أمن الدولة والأكاذيب التي كان يطلقها علي الشرفاء؟! * لماذا تراجع اللواء عمر سليمان عن فتح الصندوق الأسود الذي هدد بفتحه نكاية في الإخوان؟!.. أليس من الواجب أن يعرف الشعب كل ما فيه.. أو علي الأقل رجال الدولة الجدد؟! مصر الجديدة تريد أن تعرف الحقائق كاملة.. بلا كذب ولا تلفيق .. وكفانا ما عشناه في خداع وتضليل.