لماذا يجري تدريب الضباط الأمريكيين علي شن حرب إبادة ضد المسلمين في هذا التوقيت الذي لم تعد فيه قوة إسلامية قادرة ولا راغبة في محاربة أمريكا أو حتي معارضتها سياسياً علي مستوي العالم؟! ولماذا يتم التركيز علي ضرب مكة والمدينة بالسلاح النووي علي طريقة ضرب مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين في الحرب العالمية الأولي؟!.. ما كل هذا الغل والحقد الأمريكي الذي تفجر وكشف عن وجهه القبيح بينما كل الدول العربية والإسلامية تخطب ود أمريكا.. وتتجنب أي خلاف معها؟! نحن في مصر خارجون للتو من مناورات مشتركة مع الأمريكيين.. والسعودية لها علاقات وثيقة وجيدة جدا معهم.. والقواعد الأمريكية في قطر وغيرها علي ما يرام.. والعراق يدور في الفلك الأمريكي علي أكمل وجه وكذلك أفغانستان.. وحتي إيران "المارقة" كل ما ترجوه في الدنيا أن تهدأ أمريكا من ناحيتها وتتركها في حالها.. فلماذا اذن يتدرب ضباط الجيش الأمريكي في هذا التوقيت علي شن حرب إبادة ضد المسلمين في كافة أنحاء العالم "1.4 مليار مسلم"؟! تقول وكالات الأنباء ان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أوقفت الدورة التدريبية لكبار الضباط بكلية القيادة والأركان المشتركة في "نورفولك" بولاية فيرجينيا بعد أن تسربت أنباؤها مما أثار جدلاً كبيراً داخل أمريكا وخارجها.. خصوصاً بين المسلمين الأمريكيين الذين طلبوا بمحاسبة قانونية لمن أعدوا الدورة وقاموا بالتدريس فيها. وقد حاولت وزارة الدفاع الأمريكية اعلان براءتها من هذه الدورة فأوقفتها فوراً بعد ان انكشف أمرها.. وأعلنت اعفاء الكولونيل "ماثيو دولي" الذي كان يدرس في الدورة من الخدمة في هيئة الأركان للقوات المشتركة في أبريل الماضي. وكشفت مجلة "وايرد" تفاصيل ما كان يدرسه الضباط الأمريكيون في هذه الدورة وفي دورات سابقة بدأت منذ عام 2004 لتزرع في نفوسهم أن الاسلام هو عدو الولاياتالمتحدة.. وأن الحرب الكاملة علي الاسلام وحدها التي ستحمي الولاياتالمتحدة .. ولابد من التأكيد علي الولاياتالمتحدة في حالة حرب مع الاسلام. قالت المجلة ان أبرز ما يجري تعليمه للضباط الأمريكان هو مقتطفات من قبيل: أصبحنا نتفهم الآن أنه لا يوجد ما يسمي بالاسلام المعتدل .. ومن ثم فقد حان الوقت للولايات المتحدة أن توضح نواياها تجاه هذه الأيديولوجية البربرية التي لا يمكن التسامح معها بعد الآن.. يجب ان يتغير الاسلام أو أننا سنسهل تدميره ذاتيا. وأضافت المجلة ان الدورة الأخيرة للكولونيل "ماثيو دولي" تقترح تدمير الكعبة المشرفة والمسجد النبوي بالقنابل النووية وشن حرب تجويع ضد السعودية.. وجاءت هذه الاقتراحات مفصلة في أربع صفحات عرضها دولي علي المتدربين وهو يطمئنهم علي أن حرب الابادة الشاملة هذه ستكون في مأمن من اتفاقية جنيف التي لن تكون سارية في هذه الحالة بسبب السلوكيات التي يقوم بها "الإرهابيون الإسلاميون".. وسوف يكون في مقدورهم توجيه الحرب إلي السكان المدنيين بحسب ما تقضي به الضرورة دون خوف من اتهامات أو محاكمات. صحيح أن وزارة الدفاع الأمريكية أوقفت الدورة بعد أن تسربت أخبارها وأعفت الكولونيل دولي من مهام التدريس.. وأعلنت أن هذا التوجه مستهجن ويصطدم مع القيم الأمريكية ونموذج غير مسئول أكاديميا.. ولكن ذلك لم يتم بدافع ذاتي من الوزارة وانما حدث بعد أن شاعت الأخبار ورفض بعض المتدربين الروح العدوانية العنصرية للخطط التي ألقيت عليهم والضجة التي أحدثها المسلمون الأمريكيون وتسببت في فضيحة سياسية واسعة لحكومة الرئيس أوباما. بالنسبة لنا الأمر ليس جديدا.. فنحن نعرف روح العداء المتأصلة في قطاعات عديدة من الشعب الأمريكي ضد كل ما هو عربي ومسلم.. وخصوصا العسكريين الذين يعطوننا من طرف اللسان حلاوة لكنهم في الحقيقة يضمرون شرا مستطيرا ضدنا في الحاضر والمستقبل. وما حدث في العراق ومعسكر جوانتانامو من صور اهانة الاسلام والقرآن الكريم قدم أكبر دليل علي ذلك.. والفضائح التي وقعت مؤخراً من الجنود والضباط الأمريكيين في أفغانستان أكدت الروح العنصرية لديهم فيما ارتكبوه من أعمال مشينة منها التمثيل بجثث المقاتلين الأفغان والتبول عليها وحرق نسخ المصحف الشريف اضافة إلي قيام أحد الجنود بقتل 17 مدنياً أفغانياً دفعة واحدة دونما سبب. والسؤال الآن: هل بعد كل هذه الحقائق هناك من يثق في أمريكا وفي الاتفاقيات العسكرية معها.. وهل هناك من يأمن لها علي المستقبل البعيد؟! فكروا واعقلوا.. لا تحاربوها.. ولكن أيضا لا تطمئنوا اليها تماما.. ولا تسلموها عقالكم.