أحلي ما فينا بعد ثورة 25 يناير المجيدة.. أننا نصدق أنفسنا بأننا نخطو خطوات جادة نحو الديمقراطية الحقيقية.. ونقوم بتقليد الدول الراسخة في هذا النظام مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا. عدد من المرشحين المحتملين يهيئون لنا هذه الصورة الجميلة من خلال اعلاناتهم بالصحف لجمع التبرعات لصالحهم في رقم حساب كذا وفي بنك كذا. هكذا نقلد الغرب.. رغم اننا مازلنا نحبو نحو طريق الطريق الذي لا يزال بعيدا.. كما اننا شعوب فقيرة ماديا وسياسيا واجتماعيا.. ومن ثم فإن هذه الإعلانات نوع جديد من الاستفزاز للفقراء ومعدومي الدخل. دعوة التبرع للمرشح المحتمل لن يستجيب لها الا أصحاب المصالح والذين بكل تأكيد سوف يسعون لتحويله إلي فرعون محتمل يحمي مصالحهم. ان مسألة التبرع لابد أن تكون مقننة وطبقا لقانون جديد وليست بهذه الصورة العشوائية. أيضا نأتي لعملية الدعاية واللقاءات التليفزيونية عبر الفضائيات والإذاعات.. لنجد العنجهية والفرعنة الواضحة في أسلوب بعض المرشحين.. خاصة في ردودهم حول القضايا المصيرية التي تهم البلاد. مثلا يقول أجد المرشحين في رده علي سؤال كيف تحل مشكلة الإسكان: سوف أبني شقة لكل شاب؟! يسأله المذيع: من أين التمويل؟ يرد المرشح: سوف أوفر التمويل بطريقتي!.. يعقب المذيع: كيف؟!.. يرد المرشح: من خلال رؤيتي للواقع الموجود حول البطالة.. يرد أحد المرشحين أيضا سوف أوفر فرصة عمل لكل عاطل خلال العام الأول بعد نجاحي في الانتخابات. الأمثلة كثيرة ويمكن ان يتابعها الجميع عبر الفضائيات ومن خلال اللقاءات اليومية التي تبثها للمرشحين.. وهذا ان نم عن شيء فإنما ينم عن ان ردود غالبية المرشحين ان لم يكن كلهم هي ردود تتسم بالذاتية والفرعنة فهو حلال العقد.. وهو الذي سيوحد القطرين ويعيد جنوب السودان لشماله.. دون الرجوع لأي خبراء أو أصحاب رأي في ذلك. إن الفرعنة مرض متأصل في كثير من المصريين الذين يتفننون في إظهار ذاتهم أو الالتفاف حول المسئول حتي يصبح فرعونا لا حل له. من ثم.. فإنني أتوجه بنصيحة لكل المصريين لكي يركزوا في ردود المرشحين.. وأسلوبهم في تناول القضايا حتي لا نقع مرة أخري في مستنقع الفراعنة.. ونعود مرة أخري للميدان لنجبره علي التنحي تماما كما فعلنا مع المخلوع. كما أنصح كل المصريين بألا يتبرعوا لأي فرعون محتمل يحمل صفات العنجهية والتكبر والكذب والتعالي علي البسطاء والغلابة.