اسمحوا لي أن أروي لكم واقعة عايشتها وتابعتها عن قرب وتحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات البداية اتصال تليفوني من مدير إحدي الشركات العقارية تربطني به معرفة مسبقة يسألني عن حدود معرفتي بإحدي المذيعات الشهيرات التي تربطني بها علاقة زمالة وصداقة طويلة فأخبرني بأن صديقتي حاجزة لإحدي الفيلات بالمشروع.. عند هذا الحد الأمر طبيعي وليس به غرابة.. فبادرته بالسؤال ما المشكلة.. فقال إن المذيعة تطالب بالكثير من الامتيازات والإعفاءات استنادا إلي أنها شخصية عامة وليست كغيرها من المواطنين يجب أن تحظي بالاستثناءات.. والأكثر من ذلك أنها تحدثهم بلهجة تغلب عليها الكثير من العنجهية والتهديد.. بأن يقوموا بالتعديل في الإنشاءات وإلا!! قاطعته قائلة بالقطع إنها ليست صديقتي التي تتحدث عنها.. فصديقتي تملك من أدب الحوار والأخلاق ما يمنعها أن يكون لها امتيازات خاصة أو أن يعلو صوتها.. أو تتحدث بشيء من عدم اللياقة.. وطلبت منه أن يمهلني أن اتحري الصدق في المعلومة واتصل بزميلتي لاستفسر منها. علي الفور اتصلت بها شارحة لها الموقف فنفت تماما علاقتها بالمشروع من قريب أو بعيد وطلبت مني متابعة الأمر لأن به شبهة انتحال شخصية مما يمثل خطرا عليها وعلي سمعتها وهي أغلي ما يملكه الإنسان في وقت نعيش فيه مناخا خصبا من الشائعات والفوضي. عدت ثانية إلي مدير الشركة لأوضح له الأمر فاكتشفنا سويا أن العميلة استغلت تشابه اسمها مع المذيعة المشهورة.. وأرادت أن تستفيد من ذلك وتحقق مكاسب رغم أنها تملك القدرة المادية التي جعلتها تدفع الملايين لحجز فيلا!! الأمر يثير الكثير من التساؤلات حول الفساد والنصب وكل مفردات تردي الأخلاقيات التي تؤكد أن النصب والاحتيال واستغلال النفوذ لا يحركه الغني أو الفقر ولكن ضعف النفس. ثانيا إذا غابت القيم والأخلاق يتساوي الجميع من يملك ومن لم يملك. ثالثا: إننا مازلنا نعاني من عقدة الشخصيات العامة التي تطالب بحق واستثناء وامتياز وانتفاع مستندة إلي سلاح السطوة والشهرة والنفوذ.. عموما نحن نخطو أولي خطواتنا.. لنثبت موقفًا.. ونقول لا للفساد.. لا للمحسوبية ونعم للعدالة والنظام والانضباط والحق.