تاريخ مصر مع كسوة الكعبة بدأ من الدولة الفاطمية عندما أهتم الحكام الفاطميون بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر. كانت الكسوة بيضاء اللون. وفي الدولة المملوكية وفي عهد السلطان الاهر بيبرس أصبحت الكسوة ترسل من مصر. حيث كان المماليك يرون أن هذا شرف لا يجب أن ينازعهم فيه أحد حتي ولو وصل الأمر إلي القتال. فقد أراد ملك اليمن ¢المجاهد¢ في عام 751ه أن ينزع كسوة الكعبة المصرية ليكسوها كسوة من اليمن. فلما علم بذلك أمير مكة أخبر المصريين فقبضوا عليه. وأرسل مصفدا في الأغلال إلي القاهرة. كما كانت هناك أيضا محاولات لنيل شرف كسوة الكعبة من قبل الفرس والعراق ولكن سلاطين المماليك لم يسمحوا لأي أحد أن ينازعهم في هذا الشرف. وللمحافة علي هذا الشرف أوقف الملك الصالح إسماعيل بن عبد الملك الناصر محمد بن قلاوون ملك مصر في عام 751ه وقفا خاصا لكسوة الكعبة الخارجية السوداء مرة كل سنة. وهذا الوقف كان عبارة عن قريتين من قري القليوبية هما بيسوس وأبو الغيث. وكان يتحصل من هذا الوقف علي 8900 درهم سنويا. ول هذا هو النام القائم إلي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني. وأستمرت مصر في نيل شرف كسوة الكعبة بعد سقوط دولة المماليك وخضوعها للدولة العثمانية. فقد أهتم السلطان سليم الأول بتصنيع كسوة الكعبة وزركشتها وكذلك كسوة الحج وفي عهد السلطان سليمان القانوني أضاف إلي الوقف المخصص لكسوة الكعبة سبع قري أخري اتصبح عدد القري الموقوفة لكسوة الكعبة تسعة قري وذلك للوفاء بالتزامات الكسوة. ولت كسوة الكعبة ترسل بانتام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري. وفي عهد محمد علي باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة بعد الصدام الذي حدث بين الوهابيين في الأراضي الحجازية وقافلة الحج المصرية في عام 1222ه الموافق عام 1807م. ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة في العام 1228ه. وقد تأسست دار لصناعة كسوة الكعبة بحي ¢الخرنفش¢ في القاهرة عام 1233ه. وهو حي عريق يقع عند التقاء شارع بين الصورين وميدان باب الشعرية. وما زالت هذه الدار قائمة حتي الآن وتحتف بآخر كسوة صنعت للكعبة المشرفة داخلها. واستمر العمل في دار الخرنفش حتي عام 1962م. إذ توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعته.