تتحكم الظروف الاقتصادية إلي حد ما سواء بالسلب أو الايجاب في اندثار أو استمرار أو ظهور بعض العادات والتقاليد أو ما يسمي بالفلكلور الشعبي في محافظة بني سويف. قال خالد الملاح "مدرس" إن ظاهرة إقامة الافراح وحفلات العريس بدأت تعود مرة أخري بعد غيابها عن شوارع بني سويف وهذا يرجع إلي ارتفاع قيمة تأجير قاعات الافراح في الاندية والحدائق المنتشرة علي كورنيش النيل أو البواخر السياحية ولذلك لجأ العديد وخاصة بعد الثورة إلي اقامة افراحهم وهي عبارة عن ليلة للحنة وليلة للزفاف أو الخطوبة حيث لايكلفهم كثيراً رغم ما تسببه أحيانا هذه الافراح من مشاكل حيث اطلاق الاعيرة النارية وتعاطي الممنوعات والازعاج لسكان الحي أو الشارع المقام به الفرح ولذلك كان قبل الثورة لابد من الحصول علي تصريح من قسم الشرطة لاقامة الفرح في الشارع أما الان فكل شئ مباح. * يكمل حسام حسن "صاحب كوفي شوب" قائلا علاوة علي الافراح انتشرت أيضا حفلات الختان "الطهور" والسبوع للمواليد الجدد وأصبحت تقام في الشوارع الان بعد أن كانت تقام داخل المنازل وكثيراً ما تسفر عن وقوع ضحايا سواء قتلي أو مصابين. * محمد زايد عباس "عمدة طرشوب" بالنسبة لسرادقات العزاء فقد اختفت بشكل كبير في الآونة الاخيرة نظراً الارتفاع تكاليفها وإذا اقيم سرادق العزاء فيتم الاكتفاء بيوم واحد بدلا من ثلاثة أو اثنين كما كان يحدث من قبل وأصبحت بعض القري تقيم العزاء علي القبر وتكتفي بذلك أو الجلوس أمام منزل أهل المتوفي لاستقبال المعزين أو بعض القري أقامت داراً للمناسبات لتلقي العزاء بها. * أما توني عثمان "حكم دولي سابق" فيقول من ضمن العادات التي اندثرت أيضا لعب الكرة "الشراب" في الشوارع. وتحولت هذه الظاهرة إلي اللعب في مراكز الشباب والاندية. * سعد محمد أحمد "مشرف بمدرسة الزراعة الثانوية" لقد كانت قريتنا الشناوية التابعة لمركز ناصر تتميز بصناعة السجاد والكليم اليدوي حتي وقت قريب وكان يوجد بها مركز لتعليم الصبية وصناعة السجاد والكليم اليدوي. إلا أن الوحدة المحلية قامت بهدمه وأقامت بدلاً منه مساكن للشباب وخصصت شقة للمركز. بالاضافة إلي أن مدينة ناصر أيضا تشتهر بعض المناطق بها بصناعة الاقفاص من جريد النخيل حتي أن هناك "حي" أطلق عليه حي القفاصين لوجود أسر كثيرة تعمل في هذا المجال وهو صناعة الاقفاص التي تستخدم في نقل الخضروات والفاكهة من الحقول إلي الشوادر وتجار التجزئة وأقفاص الخبز والدجاج. * مصطفي شلبي "باحث في أطلس المأثورات الشعبية": بني سويف تضم العديد من الحرف الشعبية التي قاربت علي الاندثار مثل حرفة القفاصة وهي صناعة الاقفاص من الجريد وحرفة التنجيد البلدي والتي يصنع منها المخدات والمراتب "تنجيد العروس" وحرفة الخياط العربي ويقوم بتفضيل الجلباب البلدي والصديري والقفطان والجبة. وحرفة الفخار ويصنع منها القلل والازيار وأحجار الشيشة ويتوقع الباحث أن تنفرض تلك الحرف بعدة سنوات لأسباب مرتبطة بالمواد الخام. أضاف توجد أيضاً الالعاب الشعبية مثل شد الحبل والتحطيب ولعبة الكراسي ولعبة البلي و7 طوبات.. مشيراً إلي انه حصل علي درجة الماجستير في الالعاب الشعبية ببني سويف ويقوم طالب بإعداد رسالة الدكتوراه في الفلكلور الشعبي عامة وبني سويف خاصة بجانب إصدار سلسلة كتب عن الحرف الشعبية في مصر. * أكد عماد أبوزيد من قرية جبل النور شرق ببا أن بعض القري مازالت تتمسك بإقامة أفراحها ومناسباتها بالانشاد الديني والمديح النبوي فمثلا لقد قمنا باحضار الشيخ ياسين التهامي الاسبوع الماضي بقريتنا لإحياء ليلة يجتمع فيها شيوخ القبائل العربية بقري مركز ببا والمراكز المجاورة. * تحدث حسن فؤاد هنداوي "عمدة منقريش" حول صناعة الخبز البلدي داخل المنازل قديما قائلاً كان في كل منزل فرن بلدي في جميع القري وكان عيباً ان يشتري أهل الريف الخبز من المدينة ولكن الآن أهل القري يقومون بشراء كل شئ سواء خبز أوبيض أوخضار أو لحوم من المدينة. أكد انه عندما ينوي أحد الزواج من إحدي الفتيات فتذهب والدته لمنزلها هي تتأكد هل الفتاة تعرف صناعة الخبز البلدي والجلوس أمام الفرن البلدي أم لا؟ وعن الفلكلور الشعبي في مجال الفن قال محمد منير مدير عام مديرية الثقافة ببني سويف مازلنا في بني سويف نحتفظ ونمارس بعض الفنون الشعبية فلدينا الفرقة القومية للفنون الشعبية وتتضمن بعض الرقصات الفلاحي والصعيدي وبها رقصة الفرح التي تمثل مراحل الزواج منذ الخطوبة حتي الزفاف وقد سافرت هذه الفرقة إلي العديد من الدول العربية والاجنبية مثل الصين وأسبانيا وبلغاريا وإيطاليا وقدمت رقصاتها التي حازت اعجاب العالم. أضاف لدينا أيضا فرقة أبوصير الملق للآلات الشعبية وهي تعتمد علي آلة الربابة والناي والكولة في عزف المقطوعات الموسيقية وتقدم أعمالها الفنية في السيرة الهلالية "أبوزيد الهلالي" والمديح النبوي.