أتمني أن يعود الدكتور عماد البناني إلي حالة الصمت السلبي التي لازمته منذ أن تولي منصب رئيس المجلس القومي للرياضة.. ولكن الأمنية الأكبر. ألا ينجرف وينزلق في تصريحات أكبر من مسئولياته. أو يكمل كلامه فيكون أكثر وضوحاً. ولا يترك الشارع الرياضي. يضرب اسداساً في أخماس.. كما حدث في تصريحاته قبل أيام بأن السياسة تتلاعب بالرياضة. وان قرارات لجنة الانضباط الأخيرة بشأن عقوبات المصري والأهلي فيها شبه تدخل سياسي. وأنه غير راض عن هذه العقوبات التي تضاعفت حسب رأيه وقوله علي النادي المصري وجماهيره.. رغم ان البناني نفسه لم يقحم نفسه ولو بكلمة صغيرة عندما وقعت الاحداث في ستاد بورسعيد. وسقط 73 قتيلاً. وتكهرب الجو الرياضي العام. وتلعثم الجميع في قضية عودة نشاط كرة القدم أو استمرار التجميد والشلل التام. ولم يتدخل من قريب أو بعيد في أزمة إقامة مباراة الأهلي مع البن الأثيوبي.. وكل ما سجل له أو عليه مشاركته في اجتماع الدكتور الجنزوري ونواب بورسعيد. ليخرج النواب بعد الاجتماع ويعلنوا أن الدكتور الجنزوري والدكتور البناني. وعدا بعدم هبوط المصري إلي القسم الثاني. وان العقوبات ستكون أي شيء آخر غير هذه العقوبة. وهو ما حدث بالفعل عندما أصدرت اللجنة التنفيذية عقوباتها بعد 52 يوماً. بتجميد نشاط الفريق الأول في المصري لمدة موسمين. أحدهما هو الموسم الملغي علي الجميع.. وتحرك الجميع للطعن أمام لجنة الانضباط أو ما يسمي المحكمة الرياضية لكرة القدم. فجاءت قرارتها علي غير هوي البناني.. ليصدر تعليقه بأن السياسة تتلاعب بالرياضة.. يا سلام.. أنت لسه عارف؟! ولنأت إلي تصريحاتك الأخيرة. التي لم تنفها والتي أيدت فيها انزعاجا واضحا لزيادة العقوبة علي المصري بالهبوط إلي القسم الثاني.. وهي عقوبة كان المسئولون في الجبلاية يعدون لها بالأصل وبمعلومات مؤكدة قبل اجتماع نواب بورسعيد مع الدكتور الجنزوري والتهديدات باقتحام مبني هيئة قناة السويس.. وأنت شخصيا تعلم ان عقوبة الهبوط للقسم الثاني هي العقوبة الاصلية.. فلماذا هذا الانزعاج خاصة أن للمصري طريقاً قانونياً آخر باللجوء إلي المحكمة الرياضية الدولية "الكاس" للتظلم من المحكمة الرياضية المصرية أو لجنة الانضباط.. فما شأنك بهذه القضية. وأنت من رفعت يدك عنها من البداية. علي اعتبار أنها شأن يخص الاسرة الكروية. التي لا يجوز التدخل الحكومي في شئونها. أنا معك في حماية الرياضة من التدخلات السياسية وهي آفة تمكنت من أحوالنا الرياضية في العهد البائد.. ولكنها حتي الآن مازالت علي عنفوانها فالسياسة تفعل بالرياضة ما تشاء والسياسيون يستخدمونها أسوأ استخدام وما احداث وكارثة ستاد بورسعيد إلا واحدة من الاستخدامات السياسية الاجرامية للرياضة والرياضيين.. وأتصور ان هذا الملف يجب أن يكون من اولوياتك اذا صدقت النية. وسعيت بالفعل لهذا الأمر. مستعينا بقوة الاعلام الرياضي في كشف كل التدخلات السياسية العلنية والخفية.. وهي مسألة ليست بالسهلة لأن منصبك بالأصل سياسي. *** نريد في هذه الأيام "ثورة علي أنفسنا".. نريد أن نتطهر من الانفلات الاخلاقي الذي تسلل بيننا. وأصبح حرفة الاغلبية بيننا. بكل موبقاتها من كذب وخداع وتلاعب بالمصالح الوطنية والتسابق علي ركوب الشعب المصري مرة أخري.. نريد ثورة توقظنا من سباتنا الذي طال وامتد حتي بعد ثورة 25 يناير.. هذه الثورة الجديدة. يجب أن تنطلق من داخل كل واحد فينا. ثورة للعقل الذي هو نعمة من المولي العلي القدير.. فالعقل يعمل ويميز ويقيم ويفرز الطيب من الغث. والصالح من الفاسد. حتي لو كان صاحب هذا العقل أمياً. لا يقرأ ولا يكتب.. فرسول الأمة الاسلامية العظيمة "صلي الله عليه وسلم" كان أمياً. أفلا نهتدي بهديه. ونتسلح بعقولنا في هذه الأيام المظلمة جدا. المليئة بالخفافيش والملاعين واصحاب الأقنعة والمخادعين.. أمية الشعب المصري وفقره لن تقف امام يقظته وثورته الجديدة.. التي لن تكون هذه المرة من ميدان التحرير. الذي تحول الي مسرح هزلي مفضوح. وإنما من عقل كل مصري وطني. يسعي لنهضة هذا الوطن ومستقبل الاجيال القادمة.. فمصر لن تسقط في أيدي مرشدهم. ولا من شابهه.