تدخل محاكمة المتهمين في مجزرة بورسعيد يوم 5 مايو القادم مرحلة الجد بعد أن انتهت المحكمة من الاستماع إلي طلبات الدفاع والمدعين مدنياً وذلك بالاستماع إلي 11 شاهد إثبات بالإضافة إلي كبير الأطباء الشرعيين. خصصت المحكمة 5 أيام اعتباراً من 5 مايو للانتهاء من سماع شهود الإثبات حيث ستسمع يوم 6 مايو إلي الشهود من 11 إلي 25 ويوم 26 حتي 40 ويوم 8 من 41 وحتي ال 55 ويوم 9 الاستماع إلي باقي الشهود وعددهم 13 شاهداً. قررت المحكمة استمرار حبس المتهمين المحبوسين ونبه علي الباقين وإدخال كل من وزير الداخلية وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة وكامل أبوعلي رئيس النادي المصري ورئيس المجلس القومي للرياضة بصفتهم في الدعوي المدنية وإعلانهم بذلك وسمحت لدفاع المتهمين والمدعين مدنياً بتصوير صورة من أوراق القضية. شهدت أولي جلسات محاكمة المتهمين في المجزرة التي راح ضحيتها 74 شخصاً أهلاوياً و230 مصاباً أحداثاً مثيرة ومفارقات غريبة ومناقشات حادة بين النيابة ودفاع المتهمين والمتهمين أنفسهم. كما شهدت الجلسة حضوراً لجميع المتهمين ال 46 المحبوسين ومن المتهمين الثاني والستين وحتي الثالث والسبعين بينما لوحظ غياب شبه جماعي للمخلي سبيلهم والهاربين. أقامت أكاديمية الشرطة قفصاً جديداً بخلاف قفص الاتهام الذي تم تشييده للمتهمين في قضية قتل المتظاهرين والقفص الجديد تم تخصيصه للمتهمين من مشجعي النادي المصري والقفص القديم الذي جلس فيه مبارك ونجلاه والعادلي ومساعدوه تم تخصيصه مرة أخري لضباط الشرطة الثمانية المتهمين في القضية وكبار المتهمين من أعضاء مجلس إدارة النادي المصري. دخل المتهمون قفص الاتهام في الساعة التاسعة صباحاً وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة داخل قاعة المحاكمة بإشراف اللواءات محسن مراد مساعد الوزير لأمن القاهرة وأحمد عبدالباقي حكمدار العاصمة وأسامة بدير والعميدان محمد قاسم ومحمد السيسي وأيمن صفر. قبل بداية الجلسة لوحظ هدوء من المتهمين داخل قفص الاتهام وأهالي شهداء المجزرة الذين حضر عدد قليل جداً منهم بزي موحد مدون عليه "يا نموت زيهم يا نجيب حقهم" وعند إعلان الحاجب في العاشرة والربع صباحاً بدء الجلسة بدأت معها الأحداث المثيرة .. فقبل إعلاء رئيس المحكمة المستشار صبحي عبدالمجيد والمستشارين طارق جاد ومحمد عبدالكريم أعضاء الهيئة وأمانة سر هيثم عمران ومحمد فؤاد بحضور المستشار محمود الحفناوي المحامي العام ممثلاً للنيابة فوجيء الحاضرون بصوت يخترق صمت القاعة "العدل يا ريس .. العدل يا ريس". بعدها نادت المحكمة علي المتهمين وتبين حضور المتهمين المحبوسين. بعدها تلا المستشار محمود الحفناوي أمر الإحالة في ربع ساعة تقريباً قاطعه خلالها أهالي المجني عليهم 4 مرات بهتافات مصحوبة ببكاء شديد من بعض أهالي ضحايا المجزرة والهتافات كانت "ربنا ينتقم منهم وحسبنا الله ونعم الوكيل .. قتله .. قتلة انت المنتقم الجبار" استدعي الأمر التنبيه علي أهالي المجني عليهم بعدم المقاطعة والتزام الهدوء لاستمرار الجلسة وهدد بإخراج من يقاطع!! تفنن المتهمون في الرد علي الاتهامات الموجهة إليهم بأقوال وعبارات مقلقة بعد انكارهم جميعاً لها ومن هذه الأقوال محصلشي وحسبي الله ونعم الوكيل .. وكانت الشرارة عندما تحدث المتهم حسن الفقي الشهير بحسن بيجو والذي اتهم النيابة بأنها وعدته بجعله شاهد إثبات علي المتهمين وأنكر شهادته تماماً وهنا تعالت أصوات المتهمين في صوت واحد "الله أكبر الله أكبر" النيابة ظالمة وحدثت حالة فوضي داخل قفص الاتهام واستمر المتهمين في هتافاتهم .. إحنا مظلومين .. لا إله إلا الله .. واحد اثنين .. حسني مبارك فين وظلوا يهتفون في هستيريا ثم قرأوا الفاتحة بشكل جماعي علي أرواح الشهداء .. بعدها اضطر رئيس المحكمة إلي رفع الجلسة ثم انفجر المتهمون في صوت واحد "الحماية لبيجو"!! بعد حوالي ثلث ساعة عادت المحكمة للانعقاد مرة أخري واستكملت مواجهة المتهمين بالاتهامات التي أنكروها بينما أنكر بعض المتهمين خاصة من ضباط الشرطة الاتهامات علي طريقة جمال مبارك بقولهم هذه الاتهامات أنكرها تماماً .. ثم قام أحد المتهمين وقال نيابة عن زملائي المظلومين أعزي أهالي الضحايا مما دعا بعض أهالي المجني عليهم إلي رفض العزاء وردد بعضهم يا قتلة. وأهاب المستشار الحفناوي ممثل النيابة بهيئة المحكمة منع المتهمين من التجريح في النيابة سواء بالتلميح أو التصريح مؤكداً ان النيابة تمثل خصماً شريفاً في الدعوي. استمعت المحكمة إلي دفاع المتهمين الذي ضم عدداً من كبار المحامين منهم د. حسنين عبيد ود. أشرف رمضان وعلي الجمل ونيازي إبراهيم وتامر عصمت وعاطف المناوي ود. عمر سالم وأشرف المغربي ومحمد الضبع وسلم تامر عصمت المحامي عن المتهم الخامس خالد صديق مذكرة للمحكمة دفع فيها بعدم اختصاص المحكمة نوعياً لنظر الدعوي وطلب احتياطياً أجلاً لاتخاذ إجراءات الطعن بعدم دستورية المادة 381 إجراءات جنائية الخاصة باحتصاص المحكمة وطلب نيازي إبراهيم المحامي عن المتهم الثاني "هشام الفلسطيني" استدعاء 32 من شهود الإثبات وآخرين منهم وزير الداخلية ومحافظ بورسعيد وحسن حمدي ومن النادي الأهلي وأعضاء مجلس النادي الأهلي وأعضاء لجنة تقصي الحقائق المشكلة بمعرفة مجلس الشعب عن أحداث وتداعيات "المجزرة" وحسن يوسف مخرج المباراة المشكلة وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق وسيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهلي ومحمد خالد وكيل البحث الجنائي ببورسعيد وأحمد فتحي لاعب الأهلي وشهود الاثبات محمد شعبان ومحمود صدقي ومحمد حامد وكريم سيد واستدعاء 3 شهود نفي وهم عوض خليل ونبيل رشاد ومحمد يوسف بالإضافة إلي 11 ضابطاً كانوا مكلفين بتأمين المباراة. طلب شريط النسخة الأصلية للمباراة وندب فريق فني مختص "محايد" من اتحاد الإذاعة والتليفزيون لعرض الاسطوانات المقدمة من المدعين مدنياً وكاميرات مراقبة ستاد بورسعيد. وطلب معظم دفاع المتهمين إخلاء سبيلهم نظراً لظروفهم التعليمية وحالتهم الصحية مع نقل المحكمة إلي بورسعيد أو مكان محايد قائلين اشمعني القاهرة مما دفع رئيس المحكمة للرد بأن بورسعيد والقاهرة أرض مصرية وكلنا مصريون. برر أعضاء الدفاع طلب نقل المحاكمة إلي الإدعاء بتعرض المتهمين وأهاليهم ودفاعهم للخطورة من جانب جماهير الأهلي وأهالي الضحايا .. وطلبوا استدعاء شهود نفي مع الاستماع لجميع شهود الإثبات.