آن الأوان أن نستعيد الملحمة بين البرلمان والميدان وأن تنسي القوي السياسية خلافاتها لبعض الوقت إلي ان نضمن أن الثورة مازالت مستمرة وأن الفلول بأنواعها وفصائلها الميكروبية والإعلامية قد أجبرت هي الأخري إلي البيات الشتوي وإلي حين أيضا.. لقد تم شق الصف بعناية وغباء شديدين بين البرلمان والميدان منذ أن ظن تيار الاسلام السياسي أن له الغلبة ولم يعد بحاجة إلي دعم فصيل سياسي آخر وقف من وقف داخل البرلمان ليعلن أن الميدان لم يعد له دوراً بعدما انتخب الشعب من يمثله وأن البرلمان هو المؤسسة الوحيدة المخولة بالحديث باسم الشعب. بل تقدم من تقدم بمشروع قانون يكاد يحرم المظاهرات ويجرم القائمين علي تنظيمها أو المشاركة فيها وبدأ بعضهم يتحدث بنفس لغة الفلول حول عجلة الانتاج وهروب المستثمرين بسبب الفوضي والمظاهرات وعندما فشل البرلمان أو بمعني أصح- أغلبية في الحفاظ علي ما ظنت أنه مكاسب ومغانم وبعد صدور حكم المحكمة ببطلان تشكيل لجنة تأسيسية الدستور. بدأ يولون وجوهم مرة أخري شطر الميدان. إلا أنهم ترددوا أو تردد بعضهم علي الاقل بالاعتراف بأهمية وشرعية الميدان حتي لا يقال عنهم مرة أخري انهم يتراجعون عما يقولون ان مواقفهم لا تصمد كثيرا وأن مناوراتهم هي سياستهم الوحيدة الثابتة ويجب ان تعلم الأغلبية البرلمانية أن الميدان سيظل تاريخياً أهم من البرلمان وأن رموز الميدان وان كان فيهم بعض قيادات وشبان الاخوان أكثر اخلاصا وحباً للوطن ممن ظهروا من مخابئهم بعد نجاح الثورة واطمئنانهم من سقوط النظام وخلع رأسه لقد آن الأوان بالفعل أن تتناسي القوي السياسية الضغائن التي سببها بعض قصار النظر والجهلة بتاريخ الثورات. فلكل ثورة علي مدار التاريخ ثورة مضادة وخلف كل مستبد يخلع أكثر من مستبد يظل برأسه أملا في خطف الثورة وإعادة النظام البائد تحت مسميات مختلفة. آن الأوان أن يتحد البرلمان مع الميدان لقطع الطريق علي أمثالي خاطفي الثورات.. الميدان يتسع للجميع يسع الاخوان والسلفيين والثوريين الحقيقيين واليساريين والليبراليين. الميدان كانت له أخلاقيات واذا بالغنائم والمكتسبات يقضي علي هذه الاخلاقيات ويدب النزاع والشقاق بين أبناء الوطن الذين خرجوا وظلوا في ميادين مصر طوال ثمانية عشر يوما لا يبغون بالفعل سوي خير مصر والقضاء علي الاستبداد والفساد.. كان المطلب الموحد حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية.. آن الأوان ان يجتمع البرلمان مع الميدان.