أخيراً نطق رجل الأعمال حسين سالم. لكنه نطق كفراً بعد أن سكت دهراً.. فقد فاجأ الشعب المصري ببيان أقل ما يقال عنه إنه مشبوه ومرفوض لأنه يستخف بعقول شعب بأكمله. البيان الذي صرح به هذا الرجل عن طريق محاميه مليء بالمفاجآت الكاذبة. ويتناقض مع الواقع جملة وتفصيلاً. خاصة بعد أن تنصل من معرفته بالرئيس المخلوع وأنه لم يكن ضمن حاشيته. ونفي علمه بأي أموال مهربة لمبارك وعائلته. وأن أمواله هو شخصياً التي جمعها في الداخل والخارج وثرواته التي تقدر بالمليارات ما هي إلا شائعات ليس لها أساس من الصحة.. إلي غير ذلك من المفاجآت التي تضمنها البيان والتي تصيب كل من سمعها أو قرأها بالغثيان. لأنها كما قلت تستخف بعقول الشعب. معني كلام حسين سالم أنه مسكين ومفتري عليه. وأنه كان ضحية وكبش فداء لمبارك وعائلته. رغم معرفة العالم أجمع بقوة الصداقة الوطيدة التي كانت تجمع بينهما بدليل الصفقات المشبوهة التي عقدها في عهد النظام الفاسد مقابل الوحدات السكنية التي أهداها للمخلوع وابنيه في مدينته السياحية بشرم الشيخ.. وبعد كل هذا يؤكد أنه علي استعداد لتقديم كل العون للشعب المصري "العظيم" علي حد تعبيره !! علي أي حال القاعدة القانونية تقول: "المتهم بريء حتي تثبت إدانته". لكن من حق كل مصري أن يسأل رجل الأعمال الهارب مجموعة من الأسئلة: إذا كنت قد خرجت من البلاد بطريقة قانونية كما تدعي بعد ثورة 25 يناير بأربعة أيام فقط. فلماذا لم تعد إليها بمحض إرادتك وتمتثل أمام القضاء. وتبريء ذمتك من التهم المنسوبة إليك؟!.. ولماذا سكت طوال هذه الفترة دون أن تنبس ببنت شفه. وفجأة تنفي كل شيء وتعلن استعدادك لتقديم يد العون للشعب المصري العظيم؟!.. هل لديك استعداد للتنازل عن ثرواتك إذا ثبتت إدانتك للشعب؟!.. وقبل كل هذا وذاك.. هل تمتثل أمام القضاء المصري قبل أن تسلمك أسبانيا رسمياً لمصر؟! الشيء الغريب في بيان حسين سالم المريب أيضاً أنه يلقي بمسئولية تصدير الغاز لإسرائيل علي الأمن القومي المصري. وأنه ليس مسئولاً عن هذه الصفقة المشبوهة رغم الأدلة التي ظهرت بعد الثورة. وأثبتت تورطه فيها.. ولنفترض إن كان كلامه صحيحاً يجب علي المسئولين وقتها وفي مقدمتهم السيد عمر سليمان المرشح لرئاسة الجمهورية أن يظهروا الحقيقة للشعب. نحن في انتظار البيان الجديد الذي قال محامي حسين سالم إنه بصدد إطلاقه قريباً ونتمني أن تكون فيه إجابة علي الأسئلة التي أشرنا إليها حتي تبرد نار الشعب الذي سوف يأخذ حقه من سالم شاء أم أبي.. في الوقت نفسه يجب أن يعرف رجل الأعمال الهارب أن الحقيقة ستظهر ولو بعد حين مهما حاول تزييف الحقائق ومهما اختبأ في بلاد الفرنجة.