يظن بعض الأصدقاء وبعض الظن إثم أنني أكره الإخوان المسلمين. كراهيتي للتحريم. بسبب انتقاداتي العنيفة لهم.. وهذا افتئات علي الحقيقة وظلم بيِّن لي. وأقول لهذا البعض الذي واجهني صراحة بذلك.. إنني لا أكره الإخوان.. وإن انتقادي لهم رغم عنفه إنما للصالح العام وليس لصالح أحد آخر. إذا كنتم تظنون أنني انتقدتهم بعنف سنوات طويلة قبل ثورة يناير لأن النظام السابق كان ضدهم.. فمن أجل من انتقدتهم وبنفس العنف بعد الثورة. وحتي اليوم وغداً؟!.. ظنكم فيه ظلم لي. أنا أكره في الإخوان فكرهم. وسياستهم. وطمعهم. أكره فيهم خلط الدين بالسياسة. واعتبار أنفسهم هم المسلمين فقط. وأنهم الذين يحملون صكوك الغفران. أكره فيهم سعيهم المستميت للاستحواذ والتكويش علي كل سلطات ومؤسسات البلد. أكره فيهم تراجعهم عما تعهدوا والتزموا به علي رءوس الأشهاد. وتبرير هذا التراجع بالظروف. مما يصمهم بالنفاق. لأن آية المنافق ثلاث.. تتوفر فيهم آيتان منها: إذا وعد أخلف. وإذا حدث كذب. أكره فيهم أمرهم للناس بالبر ونسيان أنفسهم. أكره فيهم تغليب مصالحهم علي مصالح البلد والادعاء كذباً في كل مسألة أو موقف بأنهم من صناع الثورة. ومن أسباب نجاحها. يا أصدقائي.. أنا لا أكرههم.. بالعكس. فإن لهم مكاناً في قلبي من أجل خاطر رجلين.. الأول: ولأول مرة أصرح بذلك هو والدي رحمة الله عليه. فقد كان منهم قبل أن يتركهم عام 1952 عقب مولدي وإن ظل علي حبه لهم حتي توفي. والثاني هو الشهيد حسن البنا مؤسس الجماعة رحمة الله عليه. الذي قال عنهم: لا هم إخوان. ولا مسلمون.. وأرجو أن تقرأوا العبارة جيداً. ومَن أطلقها. لتعرفوا من هم بالضبط. أعرف جيداً أنهم ظُلموا كثيراً وعلي مدار 57 عاماً من سنة 1954. عقب انقلاب عبدالناصر عليهم وحتي .2011 وأعرف جيداً أن من حقهم أن يمارسوا السياسة كأي فصيل كبير في المجتمع.. وقد تحقق لهم أخيراً ما أرادوا وأصبح لهم حزب معترف به. حصل علي الأغلبية البرلمانية.. والمنطق هنا يقول إن الجماعة يجب عليها أن تتوقف عن لعب أي دور سياسي. لكن الواقع يؤكد العكس.. فالجماعة مازالت هي المهيمنة علي الحزب وعلي نوابه في البرلمان. والمرشد العام هو الآمر الناهي. وكلمته دستور.. ولو قدر للإخوان لا قدر الله أن يكون رئيس الجمهورية من بينهم فسوف يأخذ أوامره من المرشد كنموذج سني لدولة الفقيه الشيعية بإيران.. ومن ينفي ذلك كاذب. أعرف هذا جيداً.. مثلما أعرف أيضاً أنهم لم يشاركوا في ثورة يناير إلا بعد نجاحها.. حيث ركبوها مع آخرين كالسلفيين المؤمنين بعدم الخروج علي الحاكم. ثم خطفوا ثمار الثورة التي حرم منها أصحاب الثورة ومفجروها الذين ضحوا من أجلها بأرواحهم ودمائهم. وبأعضاء أجسادهم. للأسف.. إن كل من هب ودب يعتبر نفسه "ثورجي".. بل إن البعض وببجاحة شديدة أو وقاحة. ينسب الثورة لنفسه ولمن علي شاكلته ويقول "ثورتنا"!! هل كل من حلم بأنه شارك في الثورة يدعي أنه "ثورجي"؟! وهل كل من مر خطأ بالقرب من ميدان التحرير يصف نفسه بأنه "ثورجي"؟! وهل كل من قال لرئيسه "لا" قبل الثورة بحق أو لغرض في نفسه أو لمداراة عيب لديه ثم ركب الموجة بعد الثورة يظن نفسه "ثورجي"؟! يا أصدقائي الأعزاء.. حتي أكون صريحاً معكم.. فإنني لا أعترف ولن أعترف إلا بشباب الثورة من كافة التيارات والحركات الذين نزلوا يوم 25 يناير. وطالبوا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. أما من ركب علي أكتافهم وداري خطاياه فيهم وخطف الثمار دونهم.. فإنهم ليسوا ثواراً.. بل لصوص الثورة.. وإن كانوا ناسيين أفكرهم. عرفتم.. لماذا أنتقد الإخوان ومن علي شاكلتهم؟! الأمر بعيد كل البعد عن الحب.. والكراهية. البعض سرق الثورة بعد نجاحها.. والبعض الآخر مازال يسرقها. ولله الأمر من قبل ومن بعد.