الكارثة علي الأبواب.. فقد أعلن البنك المركزي مؤخراً أن الاحتياطي النقدي وصل إلي 15.1 مليار جنيه فقط. وهذا المبلغ بالكاد يكفي لتغطية الواردات لمدة ثلاثة أشهر. يحدث ذلك ونحن نترك الإنتاج كموضوع أساسي لابد أن نتحدث عنه وننشغل به ليل نهار. بدلاً من لعبة التكويش التي انشغلت بها بعض الفصائل السياسية للاستحواذ علي السلطتين التشريعية والتنفيذية.. فهذه تأسيسية الدستور ومن قبلها مجلس الشعب ثم الشوري. والآن معركة الرئاسة.. وشد وجذب من جماعة الإخوان. إما أن يسحبوا الثقة من حكومة الجنزوري ويشكلوا هم الحكومة حتي يراجعوا موقفهم من ترشيح خيرت الشاطر إلي موقع الرئاسة. أو يظلوا علي موقفهم في خوض سباق الرئاسة والذي سبق وأعلنوا أنهم لن يخوضوه. وعندما تناقش أحداً في هذا المنهج تسمع من يقول: هناك تخوف من حل مجلس الشعب وبالتالي تضيع الأغلبية. وأن يأتي رئيس جمهورية من خارج الجماعة. ويتم وضع دستور بطريقة غير ما يريدون.. وبالتالي تخرج الجماعة من المولد بلا حمص.. رغم أنها تعمل في الساحة منذ أكثر من 80 سنة. وهي من أكثر الفئات تنظيماً وتري أنها المؤهلة لقيادة الأمة. هل هذا منطق؟!.. وهل هي قطعة تورتة نريد أن نلتهمها؟!.. إنه مصير أمة وشعب وأجيال قادمة ولابد أن نعمل جميعاً وفق هذا المنهج بعيداً عن طريقة اخطف واجري. سبق أن قلت إن المعركة مع حكومة الجنزوري ليس أوانها ولا وقتها.. فهي مؤقتة.. وكان المفترض والمتوقع أن نساعدها علي تخطي هذه الشهور المعدودة. وإن كان لدينا أفكار ومقترحات لصالح الوطن. فما المانع أن نطرحها عليها ونأخذ بشأنها الرأي. ونبدأ في تنفيذها بدلاً من هذا الضياع الذي نعيشه حتي تأتي الحكومة الدائمة بعد أن يتم وضع الدستور وانتخاب الرئيس الذي يقودنا لمرحلة جديدة؟! هل من المعقول أن نترك الإنتاج علي هذا النحو الذي نراه. ونظل نسحب ليل نهار من الاحتياطي النقدي الذي كان موجوداً قبل الثورة دون أن نعي أننا بهذا المنهج سنصل إلي الإفلاس حتماً.. وساعتها سيفرض أصحاب الديون والمساعدات أجنداتهم التي لا تتوافق ولا تخدم أحلامنا وطموحاتنا. وبالطبع لا تخدم أهداف الثورة في تحقيق حياة كريمة للناس. كان المفروض ومنذ البداية ونحن نؤسس لمعالم دولة ديمقراطية ألا نغفل عن البناء الاقتصادي لأنه لا انفصال أبداً بين السياسة والاقتصاد.. وبعيداً عما يقال إنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. أقول إن القوة الاقتصادية تعطي قوة لتنفيذ المشروع السياسي لأي دولة. وتحد من تدخل الآخرين.. فما بالنا بمصر قلب العروبة. ومشروعها الثوري للوقوف في وجه الأطماع الإسرائيلية والأمريكية بالمنطقة لإقامة الشرق الأوسط الكبير. هذا الشرق الجديد تكون الغلبة فيه والتمكين لإسرائيل علي حساب الحقوق العربية والإسلامية.. فهل هذا ما نريده؟! أو بمعني آخر هل نقبل أن ننفذ ونحن مغمضو البصر ما يريدونه لنا؟! الفوضي الخلاقة التي نراها جهاراً نهاراً في الشارع من انفلات أمني وضياع الثروات.. وانشغال بالمكاسب الوقتية السياسية علي حساب البناء الاقتصادي خطر داهم سندفع ثمنه قريباً. في بداية الثورة عندما كان الاحتياطي 36 مليار جنيه.. كنا نسمع أنه لا خطورة. وظل هذا الاحتياطي يتناقص شهراً بعد شهر حتي وصل الآن إلي حد الكارثة.. فمن يتحرك قبل فوات الأوان؟! يا ناس.. دلونا قبل أن نضيع ممن يبحثون عن التكويش. ومن يناضلون ضد التكويش.. وأيضاً حزب الكنبة. الذي مازال يجلس متفرجاً دون أن يشارك في صنع مستقبله وغده!! مطلوب من الجميع أن ينظروا للأمام. ولا ينشغلوا صباح مساء بالنظر إلي الخلف وأيام النظام المخلوع وسنين الشقاء والمعاناة معه.. فقد مضي أكثر من عام علي الثورة. ولابد أن يكون الكل قدوة في العمل والإيثار من أجل الوطن. ولا ننشغل بالمصالح والمكاسب الوقتية علي حساب مستقبل الأمة. ننظر إلي الماضي.. نعم. ولكن حتي نتجنب بلاويه. ومشاكله. وآلامه.. ونخطط للمستقبل من أجل حياة كريمة لكل مواطن. كنا ومازلنا نحلم بها ويجب أن نحققها بالجهد والعمل وليس بالكلام والشعارات وبس!! لقطات: ** قال عمرو موسي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والمرشح لرئاسة الجمهورية: إن المنطقة العربية تحتاج إلي نظام جديد يتواكب مع المتغيرات والثورات وآليات تحقق الأمن والأمان للمنطقة. * معك حق.. ** جدد مجمع البحوث الإسلامية تأكيده علي استمرار انسحاب الأزهر من تأسيسية الدستور بالإجماع لأن التمثيل غير لائق والأمة غير راضية عن تشكيل هذه اللجنة. * قلنا: المغالبة لن تفيد.. لكن مين يفهم؟! ** 31 حزباً وحركة سياسية تدعو للاحتشاد أمام مجلس الدولة يوم الثلاثاء القادم تضامناً مع الدعوة المرفوعة لبطلان تأسيسية الدستور. * لملمة الجراح واجب.. يا جماعة!! ** أظهر استطلاع رأي أجراه معهد جالوب أن ثمانية من كل عشرة مصريين يرفضون المعونات الأمريكية ويعتقدون أن تلقي الأموال من الأجانب سينتهي بتقويض سيادة الدولة. * ذكاء الفطرة. ** أكد اللواء فؤاد علام الخبير الأمني أن تعيين خريجي الحقوق في الشرطة يوفر علي الدولة 80% مما ينفق علي إعداد الضباط. * يبقي ليه "نبعزق" في فلوسنا؟! ** حذر جابر عصفور. أمين عام المجلس الأعلي للثقافة ووزير الثقافة الأسبق من صدام وشيك بين المجلس الأعلي للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين صاحبة الأغلبية البرلمانية. مؤكداً أن انتصار أحدهما علي الآخر خسارة لمصر. * ربنا يستر.