هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنف الغموض طرفيها والتي يصعب التوصل إلي كشف اسرارها أو حل الغازها وان مر عليها فترة طويلة. عادة.. يكون الكشف عن هذه الجرائم بالصدفة البحتة والتي تأتي عند العثور علي جزء من رفات آدمية ظاهرة بين الكثبان الرملية بالصحراء والمناطق النائية وهذه القضية تم الكشف عنها بعد العثور علي عظام القفص الصدري وجمجمة لشخص يرجح ان يكون في العقد الثالث من العمر بمنطقة طور سيناء الصحراوية. "المجني عليه" مجهول الشخصية عثر علي اجزاء من رفاته تتمثل في الجزء العلوي منه.. أما الجزء السفلي فجار البحث عنها بين الكثبان الرملية ولم يتم العثور حوله علي أي مستندات أو أوراق تشير إلي شخصيته وان وجدت فحتما ستكون بالية لمرور وقت طويل علي حدوث الجريمة وايضا لم يتبين أي نوع من الملابس كان يرتدي لأن الزمن قد جار عليها وأبلي معالمها. بدأ الكشف عن احداث وفصول تلك الجريمة عندما تلقي مأمور قسم شرطة طور سيناء بلاغا من الأهالي بالعثور علي رفات آدمية بصحراء طور سيناء علي بعد 5 كيلو مترات من الطريق واسرع رئيس مباحث القسم إلي مكان البلاغ حيث عثر علي قفص صدري وجمجمة دون العثور علي الجزء السفلي من الهيكل العظمي لصاحب الجثة ولم يعثر بجوارها علي ما يشير إلي شخصية صاحبها أو أي متعلقات توضح موطنه. تم اخطار النيابة التي قامت بمناظرة الرفات الآدمية وأمرت بنقلها إلي مصلحة الطب الشرعي لفحصها واجراء تحاليل D.N.A في محاولة لتحديد هوية صاحب الجثة ومعرفة اسباب الوفاة والاداة المستخدمة في احداثها وساعة حدوثها. كما كلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ودوافع ارتكابها وفحص بلاغات الغياب والمختفين من المدينة والاحياء المجاورة ومطابقة أوصافها مع تحليلات D.N.A الخاصة بجثة المجني عليه بعد ظهرها لتحديد شخصية القتيل والتحري عن شخصية الجاني وتقديمه للنيابة مع السلاح المستخدم في الجريمة. أعد مدير مباحث جنوبسيناء فريق عمل بقيادة رئيس مباحث قسم شرطة طور سيناء لكشف غموض الحادث وان كان هناك شبهة جنائية من عدمه وسرعة تحديد شخصية المجني عليه لكشف الغاز الحادث واسراره لتحديد هوية الجاني وسرعة ضبطه واحضاره. راح فريق البحث الجنائي يفحص بلاغات الغياب باقسام شرطة الطور واقسام الشرطة المجاورة وفحص صور اصحابها وأوصافهم ومقارنتها بتحليلات الطب الشرعي للمجني عليه وان رجحت التحريات الأولية ان يكون المجني عليه من المتسللين إلي اسرائيل وانه تاه في صحراء الطور أو اصابه الارهاق والتعب الذي أودي بحياته ولم يستبعد رجال المباحث انه قد حدث خلاف بين المجني عليه وبين الجاني لخلاف مادي أو صراع حول عملية تهريب متسللين إلي اسرائيل. ولعدم تحديد شخصية المجني عليه لم يتمكن رجال المباحث من تحديد دوافع الجريمة وبالتالي كانت الترجيحات هي أساس البحث الجنائي في الجريمة الغامضة والتي دفعت رجال المباحث إلي التحري داخل دائرة القسم عن جود خلافات مادية أو صراعات قبلية أو خصومات ثأرية وغياب أي من اطرافها أو ادعاء سفره للخارج لعله يكون هو الضحية. علي مدي ايام طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث جهودا مضنية فحصوا خلالها كافة الاحتمالات ودرسوا كل التحريات التي تجمعت بين ايديهم وكل الترجيحات التي اشارت إليها المعلومات لكن كل الخيوط التي تجمعت بين ايديهم لم تقودهم إلي أي اشارة أو معلومة عن شخصية المجني عليه وبالتالي كانت الدوافع مجهولة ليستمر الغموض الكثيف مسيطرا علي اركان الجريمة رغم مرور فترة طويلة منذ اكتشافها ليبقي الجاني مجهولا حتي الآن.