للاسبوع الثاني علي التوالي تستمر مهزلة صرف الحوالات الصفراء من البنوك.. المشهد يتكرر كل يوم.. خناقات ومشاجرات وفوضي.. وزاد الطين بلة ان الصرف يكون سريعاً لاصحاب الحظ والسعداء ممن لهم واسطة او اقارب بالبنوك.. اما باقي المواطنين فعليهم الانتظار لساعات في طوابير طويلة وتكتمل فصول المأساة عندما يفاجيء موظف البنك احدهم بان اوراقه غير مكتملة.. وعلي طريقة "فوت علينا بكرة يا سيد" يامرها بالانصراف لاكمال البيانات.. وسلملي علي الثورة!! المواطنون في القاهرة والمحافظات اكدوا ل "المساء" انهم تعبوا من الانتظار.. وتساءلوا الا يكفي الانتظار طوال 23 سنة مضت؟! وهل يظل الروتين سيد الموقف!! كتب- عمرو كمال: في القاهرةوالجيزة شهدت فروع الاهلي والعربي الافريقي والاسكندرية ومصر اقبالاً شديداً مما ادي إلي زحام غير مسبوق خاصة في فروع البنوك بشارع شريف وسط البلد والتحرير والمهندسين والجيزة وشبرا.. وامتدت الطوابير لمسافات طويلة. شكا المواطنون من عدم وجود آلية واضحة للصرف مما يؤدي إلي تكدسهم امام البنوك.. واعربوا عن استيائهم من طريقة تعامل موظفي البنوك معهم وان البيانات ناقصة والحوالة غير واضحة.. وتساءلوا: كيف يكون حال ورقة بعد مرور اكثر من 20 سنة عليها. اكد عدد كبير من اصحاب الحوالات من خارج القاهرةوالجيزة انهم يعانون الامرين في الحضور للقاهرة.. وان استغاثاتهم المستمرة في تخصيص فروع للصرف بمحافظاتهم البعيدة رحمة ورأفة بهم ذهبت ادراج الرياح وكان المسئولون ودنا من طين وودنا من عجين. يقول ابراهيم عبدالحميد وسعد عبدالمولي وسيد جاد وصلاح عبدالعليم فتوح ان الحوالات الصفراء اصبحت سوداء في ظل المعاناة التي نعيشها.. فالانتظار والطوابير لساعات طويلة والزحام شديد.. ويزداد الامر سوءاً عندما تصل امام موظف البنك فيفاجئك بان الاوراق غير مكتملة وبيانات الحوالة الصفراء غير واضحة فتسود الدنيا امامك. وتساءلوا: هل صرف الحوالة من كل البنوك والبريد بالمحافظات ضرب من المستحيل. يقول ابراهيم عبدالمجيد لقد عملت 15 عاماً في العراق في كل المهن الشاقة سواء نجار مسلح او عامل بناء او مشرف عمال بناء او محلات مأكولات.. وقاسيت وعشت حرماناً وعذاباً كبيرين.. وتحملت كل ذلك من اجل اسرتي.. ولكن جاءت حرب الخليج لتعصف بشقي العمر وتحول حلم الحياة الكريمة بعد العودة لمصر إلي كابوس. يقول سعد حسين: اعول 3 ابناء وابنتي تعاني من مرض بالقلب والسكر وتتكلف مصاريف علاجها اموالاً كبيرة ولم اعد املك القدرة علي تحمل اعباء الحياة الصعبة.. وما زاد الطين بلة هو عذاب طوابير صرف الحوالة حيث وقفت من التاسعة صباحاً وحتي الرابعة عصراً لصرف حوالتي وقدرها 800 دولارا. يقول مصطفي عبدالفضيل حضرت قبل موعد الصرف بساعتين وقد لمست اهتماماً من موظف البنك بعد التأكد من اوراقي وبيانات الحوالة وان كانت معالمها قد تغيرت كثيراً ولم تعد واضحة الا ان مسئولي البنك كانوا يدفعون الامور نحو تسهيل صرف مستحقاتي البالغة 750 دولار. يقول سامي احمد محمد ان النظام السابق حرم المصريين في الخارج من كل حقوقهم واهدر كرامتهم واموالهم حتي جاءت ثورة يناير لتعود معها الحقوق لاصحابها التي كانت في طي النسيان. سوهاج- محمد حامد: للاسبوع الثاني علي التوالي شهدت بنوك صرف الحوالات الصفراء بسوهاج حالة من التكدس والزحام الشديد مع استمرار الفوضي والمشاجرات واتهامات لموظفي البنوك بصرف الحوالات بالوساطة والمحسوبية في ظل عدم وجود آلية واضحة للصرف. تدافع المواطنون دون اي تنظيم بالرغم من وجود الامن وافترش المئات منهم الارصفة في محيط البنوك خاصة..واكدت "ام احمد" من قرية المحامدة ان زوجها توفي وترك لها ابناً وانها تنتظر هذه الحوالة منذ سنين ولا تعرف ماذا تفعل وكانت المفاجأة السوداء انهم قالوا لي الصرف من محافظة الجيزة.. فماذا افعل؟! بينما ابدي ابراهيم علي من "اخميم" اسفه علي الطريقة التي يتم بها صرف الحوالات مؤكداً ان موظفي البنك يصرفون الحوالات للمعارف والاقارب. وامام بنك مصر لم يكن الامر احسن حالا فالطابور لاتعرف اين يبدأ واين ينتهي حيث جاء ابوالسيد كفيف ومعه ابنته والتي قالت لقد تعبنا من الانتظار.. والان نعاني اهمالاً ما بعده اهمال.. وتساءلت الا تكفي تلك السنين التي انتظرنا احلالها علي مضض لصرف تلك الحوالة. يقول حمادة عبدالله عبدالجواد من "الديابات" لقد تعبنا من طول الانتظار والان نعاني من "البهدلة" والذهاب من هنا إلي هناك إلي الجلوس علي الرصيف وسماع الاسماء. محمود جاد الكريم وعلي رمضان محمد ومحمد حسين عبدالحميد وعلي خلف السيد وروماني قديوس واخرون اكدوا ان ما يحدث مهزلة بكل المقاييس.. فالصرف بالوساطة ولمن له قريب في البنك.. واضافوانحن نعاني الروتين والتأخر في عملية الصرف وتباطؤ الموظفين في صرف الحوالات. اضاف حلمي محمود محمد ان هناك بالفعل تخبطاً وارتباكاً لعدم معرفة الاغلبية بمكان الصرف والاوراق المطلوبة وخاصة كبار السن من القري. كفر الشيخ- عبدالقادر الشوادفي: شيء لايصدقه عقل ومهزلة يومية يتعرض لها ابناء محافظة كفر الشيخ امام بنوك الاهلي المصري والاسكندرية ومصر من التاسعة صباحا وحتي السابعة مساء املا في تحقيق حلمهم بصرف الحوالات الصفراء الخاصة بهم بعد انتظار دام اكثر من 30 عاما. رصدت "المساء" لليوم الثاني علي التوالي قيام احد مواطني مدينة الحامول ويدعي عبدالعليم محمود المتولي وبيديه حوالته الصفراء الخاصة به وهو يضرب كفا علي كف مطالباً اي احد من المسئولين بالبنوك ارشاده عن مصير حوالته الصفراء الخاصة به وقدرها 670 دولاراً بتاريخ 3 اكتوبر 1989 حيث بحث عنها في بنوك الاهلي والاسكندرية ومصر ولم يجد اي بيانات عنها. المنوفية- نشأت عبدالرازق وعبدالغفار العيسوي: مأساة يومية يعيشها اصحاب الحوالات الصفراء بالمنوفية بسبب رفض مسئولي بنوك الاسكندرية ومصر والاهلي المصري بالمحافظة صرف معظم الحوالات لهم بحجة ان رقم الحوالة غير واضح او ان بطاقة الرقم القومي منتهية المدة خصاة بعد انتظارهم في طوابير لعدة ساعات ليفاجأ صاحب الحوالة بعدها برد الموظف بأنها "تعليمات" من الفروع الرئيسية بالقاهرة.