اجتهادات محمد الدسوقي تتنوع في عدة اتجاهات ما بين القصة القصيرة. والمقالة الأدبية. والبحث العلمي. والإبداع الشعري.. وكتابه الجديد الصادر بعنوان: "وجوه وتأملات في عالم الشعر والشعراء" تجسيد لهذا التنوع. الكتاب الصادر عن فرع ثقافة جنوبسيناء برئاسة سيد حافظ. يعيد تنشيط ذاكرة القارئ حول أسماء خالدة من شعرائنا أمثال امرئ القيس وزهير والأعشي وعنترة والمتنبي والبارودي وشوقي وحافظ ونازك الملائكة وصلاح عبدالصبور.. كما يحتفي بعدد آخر من الشعراء الذين تألقت مواهبهم وارتفعت قاماتهم في الوقت الراهن مثل محمد إبراهيم أبوسنة ومحمد الشهاوي وممدوح المتولي.. ومع كل إلمامه بأن هؤلاء الشعراء يصوغ الدسوقي "بورتريه" شعريا عن الشاعر من نمط الكتابة التي كان يبدعها. علي عبيد حوالي نصف قرن يتنحي علي عبيد جانبا بإبداعه. ويضن بنفسه عن التزلف واصطياد أقلام النقاد. وينتج عشرات الدواوين التي ينطق كل منها بقيمته. وتدفق لغته. وثراء مفرداته. وقدرته علي بناء صورة شعرية مبتدعة مدهشة. وانطلاق من الأصالة إلي الإضافة والتجديد. هذا الشاعر المجيد المقيم في بلده لم يبرحها.. طنطا. التفت "منتدي المجد الأدبي" علي الإنترنت. إلي عطائه الطويل. فأعد ملفا عنه. شارك فيه عدد كبير من الشعراء والنقاد ومحبو الأدب. تحدثوا جميعا عن علي عبيد ودوره الشعري ورقيه الإنساني. هذا الملف صدر أخيرا في كتاب يحمل عنوان: "علي محمود عبيد.. من هو" وكان ضمن المشاركين فيه ماجد الخطاب ومحمد عبدالسميع نوح وانتصار دوليب ود. مصطفي الشليح وابتسام الحسن ود. البيومي محمد عوض ومحمد خير الحلبي ودنيا العطار وسعاد صالح البدري ونزيه صقر وماجدة حسن.. وهم ينتمون لأقطار عربية عدة. فارس كور هذه رواية مشوقة. في لغتها. وبنائها. وأحداثها.. إنها تأريخ اجتماعي لمدينة قرية. أو قرية تحولت لمدينة هي "فارسكور" بدمياط.. صاغها صاحبها محمد زهران من داخل البيئة والتجربة المازجة بين الذات والعام. الرواية سيرة شخصية أو تطور حياة بطلها. ومعها تطور - أو تدهور - المكان: المدينة. والمجتمع. والبشر.. فمن الخضرة والاتساع والحميمية في علاقات البشر. إلي الزحام وغابات الأسمنت وسيطرة الجهل والتطرف واستشراء الانحلال كذلك.. من قبل كان الانحلال "الجنسي" تحديدا منفيا هناك علي أطراف البلدة. متجسدا في بيت "شوقية" المومس. والآن أصبح يعرض في المقاهي والتجمعات!! إنه التناقض الشديد والمسخ الكبير الذي حدث للمجتمع كله. وتلخصه فارسكور هذه. التي يتذكر أهلها أنها صانعة البطولة حين هزم علي أرضها لويس التاسع وحملته الصليبية. وقبل هذا كانت تنتسب إلي فارس عربي. ومنه أخذت اسمها ذا المقطعين: فارس كور.