* يسأل علي سعيد من الإسكندرية: نفسي تغلبني كثيراً. فارتكب المعصية. ولا أقدر علي منع نفسي منها.. فهل من علاج لهذا المرض؟! ** يجيب الشيخ طلعت يونس أحمد. وكيل معهد المدينةالمنورة. بالإسكندرية: معروف أن الإنسان ليس عقًلا وروحا وغرائز وشهواتا العقل يشده إلي العالم العلوي. عالم الطهر والكمال. والغرائز تشده إلي العالم السفلي. عالم الشهوات الذي تعيش فيه الحيوانات.. والمعركة مستمرة بين القوتين. وبقدر انتصار إحداهما يكون علي الإنسان وتقديره. ومن رحمة الله تعالي به ساعده في هذه المعركة لتحقيق كرامته وذلك بإمداده بالوحي الذي تنزلت به الرسل وبقدر تقبله لهذا المدد الإلهي يكون انتصاره. قال تعالي لآدم حين أهبطه من الجنة إلي الأرض: "قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدي فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي" "سورة طه: 123".. وهذا القرار الحكيم ليس لشخص آدم فقط. بل له ولذريته من بعده إلي نهاية الدنيا. ولذلك جاء بعد قوله تعالي: "وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقي" "سورة طه: 127". ومن رحمته أيضاً بالإنسان لم يكتب عليه الطرد من رحمته إلي الأبد لهزيمته في معركة من المعارك. فالشيطان الذي حقت عليه اللعنة إلي يوم الدين بأول مخالفة عصي فيها ربه أقسم ألا يترك بني آدم ينعمون برحمة الله. فهو يعمل ليل نهار وبكل وسيلة لإغوائهم. كما قال تعالي: "قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين" "الأعراف: 16. 17". ولكن فتح باب الأمل لمن هزم في معركة من المعارك المستمرة التي حشد فيها جنوده من ذريته وممن حالفوه من الأعوان كالنفس بغرائزها والشهوات بقوتها. * يسأل إبراهيم علي. من المنوفية: ما حكم الدين في المقابر والأضرحة المرتفعة عن الأرض والبناء فوقها؟ ** روي مسلم وغيره من ثمامة بن شفي قال: كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم "رودس". فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة يقبره فسوي ثم قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يأمر بتسويتها. وروي عن أبي الهياج الأسدي قال: لي علي ما بعثني عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ قال لا تدع تمثالا إلا طمسته ولاقبراً مشرفاً إلا سويته. قال الترمذي: بعض أهل العلم يكرهون أن يرفع القبر فوق الأرض إلا بمقدار ما يعرف أنه قبر لكيلا يطأه الناس ولا يجلسوا عليه. جاء في فقه المذاهب الأربعة: يكره أن يبني علي القبر بيت أو قبة أو مدرسة أو حيطان نحدث "كالحيشان". إذا لم يقصد بها الزينة والتفاخر وإلا كان ذلك حراماً. ويحرم ذلك إذا كانت الأرض مسلبة أو موقوفة للدفن. لأن في البناء تضييقاً وتحجيراً علي الناس. والشافعية قالوا: يجوز أن تبني قبور الأنبياء والشهداء والصالحين وأن ترفع عليها القباب ولو في الأرض الموقوفة وذلك إحياء لذكرهم. يؤخذ مما سبق أن البناء علي القبور ورفعها فوق ما تتميز به مكروه وليس بحرام. إلا إذا كان للتفاخر أو في الأرض المسلبة والموقوفة للدفن فيكون حراماً. واستثني الشافعية من الكراهة والحرمة قبور الأنبياء والشهداء والصالحين. فأجازوا البناء لإحياء ذكرهم.. ورأي الجمهور أقوي.