* يسأل ف.ع.غ من المنوفية: نفسي تغلبني كثيراً فارتكبت المعصية ولا أقدر علي منع نفسي منها فهل من علاج لهذا المرض؟ ** يقول الشيخ محمد عبدالرحمن وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة: معروف أن الإنسان عقل وروح وغرائز وشهوات. العقل يشده إلي العالم العلوي عالم الطُهر والكمال والغرائز تشده إلي العالم السفلي عالم الشهوات الذي تعيش فيه الحيوانات والمعركة مستمرة بين القوتين وبقدر انتصار إحداهما يكون الحكم علي الإنسان وتقديره ومن رحمة الله تعالي به ساعده في هذه المعركة لتحقيق كرامته وذلك بإمداده بالوحي الذي تنزلت به الرسل وبقدر تقبله لهذا المدد الإلهي يكون انتصاره قال تعالي لآدم حين أهبطه من الجنة إلي الأرض "قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقي" طه: 123. وهذا القرار الحكيم ليس لشخص آدم فقط بل له ولذريته من بعده إلي نهاية الدنيا ولذلك جاء بعد قوله تعالي "وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقي" طه: .127 ومن رحمته أيضاً بالإنسان لم يكتب عليه الطرد من رحمته إلي الأبد لهزيمته في معركة من المعارك فالشيطان الذي حقت عليه اللعنة إلي يوم الدين بأول مخالفة عصي فيها ربه أقسم ألا يترك بني آدم ينعمون برحمة الله. فهو يعمل ليل نهار وبكل وسيلة لإغوائهم كما قال تعالي: "قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين" الأعراف: 16. .17 ولكن فتح باب الأمل لمن هزم في معركة من المعارك المستمرة التي حشد فيها جنوده من ذريته وممن حالفوه من الأعوان كالنفس بغرائزها والشهوات بقوتها.