تسأل اسماء جعفر وسوزان الجندي وعبير أحمد من السويس: ما حكم الشرع في راتب المتكاسل عن أداء العمل أو الممتنع عنه. هل يحل له أخذ راتب عن الأيام التي تكاسل أو امتنع فيها عن أداء العمل المطلوب منه؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد- مدير عام مديرية أوقاف السويس: لقد حث الرسول صلي الله عليه وسلم العمال علي أداء أعمالهم بأمانة. وأفاد بأن الذي يؤدي ما أمر به طيبة نفسه أحد المتصدقين ضارباً مثلاً بالخازن الأمين المسئول عن الصدقات..عن ابي موسي الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم: "الخازن الأمين الذي يؤدي ما أمر به طيبة نفسه أحد المتصدقين" "رواه البخاري في الصحيح كتاب الإجارة باب استئجار الرجل الصالح". وعن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "الحلال بين والحرام بين. وبين ذلك أمور مشتبهات لا يدري كثير من الناس أمن الحلال هي أم من الحرام. فمن تركها استبراء لدينه وعرضه فقد سلم. ومن واقع شيئاً منها يوشك أن يواقع الحرام. كما أنه من يرعي حول الحمي يوشك أن يواقعه. إلا وإن لكل ملك حمي. إلا وإن حمي الله محارمه" "رواه الإمام الترمذي في السنن". وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "يأتي علي الناس زمان ما يبالي الرجل من اين أصاب المال من حلال أو حرام" "سنن الإمام النسائي كتاب البيوع باب اجتناب الشبهات في الكسب". أفاد هذا الحديث والذي قبله أن البعد عن الشبهات وهي الأمور التي يشتبه فيها الحلال بالحرام مطلوب حتي يسلم دين المرء.. لذلك أري أن الذي لم يؤد عمله يتصدق بأجر الأيام التي لم يعمل فيها. وندعو الجميع لحسن أداء العمل ابتغاء مرضات الله عز وجل. * يسأل فوزي علي غانم من المنوفية: نفسي تغلبني كثيراً فأرتكب المعصية ولا أقدر علي منع نفسي منها. فهل من علاج لهذا المرض؟ ** معروف أن الإنسان ليس عقلاً وروحاً وغرائز وشهوات العقل يشده إلي العالم العلوي عالم الطهر والكمال والغرائز تشده إلي العالم السفلي عالم الشهوات الذي تعيش فيه الحيوانات والمعركة مستمرة بين القوتين وبقدر انتصار إحداهما يكون الحكم علي الإنسان وتقديره ومن رحمة الله تعالي به ساعده في هذه المعركة لتحقيق كرامته وذلك بإمداده بالوحي الذي تنزلت به الرسل وبقدر تقبله لهذا المدد الإلهي يكون انتصاره. قال تعالي لآدم حين أهبطه من الجنة إلي الأرض "قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقي" "123" سورة طه.. وهذا القرار الحكيم ليس لشخص آدم فقط بل له ولذريته من بعده إلي نهاية الدنيا ولذلك جاء بعد قوله تعالي: "وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقي" "127" سورة طه.. ومن رحمته أيضاً بالإنسان لم يكتب عليه الطرد من رحمته إلي الأبد لهزيمته في معركة من المعارك. فالشيطان الذي حقت عليه اللعنة إلي يوم الدين بأول مخالفة عصي فيها ربه أقسم ألا يترك بني آدم ينعمون برحمة الله. فهو يعمل ليل نهار وبكل وسيلة لإغوائهم. كما قال تعالي: "قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين" "16" و"17" سورة الأعراف. ولكن فتح باب الأمل لمن هزم في معركة من المعارك المستمرة التي حشد فيها جنوده من ذريته وممن حالفوه من الأعوان كالنفس بغرائزها والشهوات بقوتها.