شهدت مدينة وادي النطرون يوما تاريخيا حيث اتشحت بالسواد مرددة أهازيج وترانيم الحزن والصلوات امس والتي انطلقت من حناجر الآلاف من اقباط مصر ومن شاركوا في تشييع جثمان البابا شنودة.. وكانت قوات الامن والجيش قد طوقت المنطقة تماما وانتشرت قوات الشرطة العسكرية لاكثر من عشرة كيلو مترات في كافة الطرق المؤدية إلي دير الانبا بيشوي الذي دفن فيه البابا. ورغم الحشود الهائلة من المودعين الذين قصدوا المنطقة من كل محافظات مصر والعديد من البلدان تمكنت قوات الامن من السيطرة علي الموقف دون وقوع ما يعكر الصفو والملفت ان المئات من المسلمين الذين شاركوا في الوداع ساعدوا رجال الامن ومنهم من قدم الاغذية والمشروبات لاخوانهم الاقباط. وفور وصول الطائرة العسكرية التي تقل الجثمان للمهبط الذي تم اعداده في زمن قياسي بمنطقة الدير ارتفعت انظار الحاضرين إلي السماء بالدعاء والصلوات وانتحب العديد من ابناء الشعب القبطي وتدافع الحضور بشكل هيستيري مما ادي إلي تعرض اكثر من 52 من الحضور لنوبات اغماء بسبب الارهاب الشديد الذي تعرضوا له من طول رحلة السفر من محافظاتهم إلي وادي النطرون وتم اسعافهم في موقع الاحتفالية. ولعبت وزارة الصحة دورا كبيرا بتخصيص 30 سيارة اسعاف بالتنسيق مع محافظات الاسكندرية والبحيرة ومطروح منها 10 سيارات داخل نطاق المنطقة المحيطة بالدير وسيارتان متمركزتان علي مفارق الطرق المؤدية للاديرة بمنطقة مزارع ناصر وسيارتان متمركزتان علي مفارق المفصل الرابط مع طريق مدينة السادات- بني سلامة وسيارة داخل منطقة كيماويات البناء الحديث علي طريق القاهرةالاسكندرية و4 سيارات متمركزة علي مدخل الطريق الامني الكيلو 103 اتجاه القاهرة. بالاضافة إلي تخصيص 3 سيارات نقطة الكيلو 106 "الرست" بمدخل مدينة وادي النطرون وسيارتين متمركزتين عند علامة الكيلو 120 اتجاه الاسكندرية وسيارتين بنقطة الكيلو 95 اتجاه القاهرة و4 سيارات متمركزة عند مستشفي وادي النطرون العام وسيارتين عند الكيلو 126 اتجاه القاهرة مدخل الطريق الدولي العلمين وادي النطرون وسيارتين عند نقطة الكيلو 133 اتجاه القاهرة وسيارتين عند نقطة الكيلو 71 اتجاه القاهرة وسيارتين عند الكيلو 46. وسيارتين عند بوابة رسوم الاسكندرية بخلاف 4 سيارات عند مركز اسعاف السادات ثم حدود محافظة الجيزة. اكد الدكتور محمد ابوحمص- رئيس قطاع اسعاف غرب الدلتا انه تم تجهيز مستشفي ميداني في محيط دير الانبا بيشوي لتقديم الخدمات الطبية العاجلة للموجودين في الساحة الخارجية للدير تحسبا لاي طوارئ. وعقب الانتهاء من اجراءات الدفن التي صاحبتها الترانيم والصلوات قام بعض القساوسة والشمامسة بنثر العطور والزهور علي جموع الحضور كنوع من التبرك ولان تبقي بركات البابا مع ابناء شعبه ومصر.