لم أعرف في حياتي أن تكون فترة حداد تتجاوز الأربعين يوما المتعارف عليها وتقترب من الشهرين توقفت فيهما الحياة الرياضية في كل ربوعها.. من ملاعب وأندية.. وألعاب مختلفة. قلنا إن الألعاب غير كرة القدم قد شاركت في أحداث ما جري في بورسعيد وأقامت فترة حداد رغم ان جميعها وسط الموسم وجميعها لديه ارتباطات دولية ومنتخبات تستعد للدورة الأوليمبية. ولكن لم أفهم أبدا ان تطول فترة الحداد وتتحول الملاعب إلي مقابر بلا حياة وبلا مباريات حتي اليوم ونحن نقترب من الخمسين يوما.. لماذا؟ لماذا لم تعد مسابقات كرة السلة واليد والطائرة ومنافسات الألعاب الفردية وجميعها يستعد لمنافسات عنيفة خلال أشهر الصيف القادم في لندن ونحلم ان نكرر ما حدث في اليونان والفوز بعدد من الميداليات المتنوعة ما الذي يمنع عودة المسابقات وإقامة المعسكرات واستئناف المنافسات؟. ونفس الكلام أقوله بلا خجل علي كرة القدم ذاتها وسنري في ذلك قرار النائب العام بإحالة المتسببين في أحداث بورسعيد إلي المحاكمة.. ولم يقتصر القرار علي مجموعة من المشجعين القتلة ولكن طال وبكل شجاعة وقوة مسئولين في الأمن وفي المحافة وفي النادي المصري مما يؤكد عدم المجاملة لأحد وان كل جان سوف ينال العقاب المناسب من خلال محاكمات عادلة تصدر الأحكام كل حسب دوره في الجريمة. لا حجة لكرة القدم ان تتوقف هي الأخري وأمامنا ارتباطات دولية مهمة جدا تؤثر علي سمعة اللعبة في خارج الحدود ابتداء من شهر يونية القادم. لماذا لا تقام مباريات الدورة التنشيطية ما دام الدوري قد توقف أو ألغي وتقام بصفة مؤقتة بدون جماهير إلي ان تتعود الناس علي المباريات وتعود الجماهير للمدرجات مرة أخري. والعيب الكبير ان يهرب المنتخب ليعسكر في السودان. ومن الخطأ الأكبر ان تستعد فرق الأهلي والزمالك وإنبي بلا مباريات ودية من أجل المواجهات الأفريقية. لابد من عودة الحياة.. والمباريات ليس فقط من أجل الإفلاس الذي ضرب كل الأندية في كل الدرجات فحسب ولكن من أجل اللعبة الشعبية ومن أجل الارتباطات الدولية. وأنا هنا لا أعفي اتحاد الكرة المتسبب الرئيسي في تأخر عودة النشاط بهدوئه المميت وخوفه المقيت من إصدار قرار عقوبة النادي المصري لتكتمل صورة القصاص بعد ان أخرجت النيابة القضية وأحالت المتهمين إلي المحاكمات حيث لا حجة مطلقا للتأخير مهما كانت العقوبات حسب اللائحة وحسب دورا النادي المصري فيها الغرامة أو الإيقاف أو اللعب بلا جماهير أو أي أمر آخر المهم ان أري دور لاتحاد الكرة ويصدر القرار بعودة النشاط الكروي لتعود الحياة في الملاعب مثلها مثل باقي الأمور في السياحة والتجارة وكل الأنشطة وإذا لم يستطع الاتحاد اتخاذ القرار لأي سبب منها الخوف والتردد فليتفضل مع السلامة لأن مصر مليئة بالخبرات والرجال أصحاب القرار ويملكون الشجاعة لمواجهة أي مواقف.. حرام عليكم.