يعتقد البعض منا أن "هوجة" الترشح لمنصب رئيس الجمهورية أضاعت "هيبة" المنصب.. وهذا في تصوري اعتقاد خاطئ. فنحن الآن في ثورة أفرزت أفضل ما فينا رغم إساءة البعض لها وهذا ليس موضوعنا.. فقد أنهت هذه الثورة أهم شيء في حياتنا من وجهة نظري وهو الهيبة لبعض المناصب. وعلي رأسها منصب رئيس الجمهورية. وفي تصوري أن هذا العدد الكبير المترشح لهذا المنصب يعد ظاهرة صحية بكل المقاييس وفرصة أمام الشعب بعد التغيير الذي طرأ عليه عقب الثورة.. أن يناقش كل البرامج الانتخابية لهؤلاء ومن منها قابل للتنفيذ وبناء عليه سينتخب المواطن صاحب البرنامج الانتخابي القابل للتنفيذ. وكما قلت في مقال سابق لا داعي للخوف من صعود التيار الإسلامي. فإنني أؤكد وأكرر أن هذا الصعود هو لصالحنا جميعاً. وعلينا ألا ننخدع في بعض الآراء التي تري أن ممثلي التيار الإسلامي لم يكن علي مستوي المسئولية حتي الآن في البرلمان.. فالبرلمان عمره لم يتعد الشهرين ومطبخ السياسة كما يقولون كبير وواسع. ويحتاج إلي الصبر والتأني وعدم الحكم علي التجربة في بضعة أيام. وفي اعتقادي أن رئيس الجمهورية القادم مهما كان اسمه سيكون محط أنظارنا جميعاً. وسنراقب أداءه ومعنا العالم.. فمصر ليست دولة صغيرة. وإنما دولة كبيرة ومهمة لكافة دول العالم.. فهي إن نهضت من عثرتها قادت العالمين العربي والأفريقي علي الأقل وإن ضاعت لاقدر الله فقد ضاع معها العديد من الدول. علينا التأني في الاختيار والانتخاب فالفائز سيكون رئيساً لمصر.. ولذلك فإنني لا أجد مبرراً للهجوم علي بعض التيارات التي لن تعلن موقفها الآن. فهي تخضع كافة المرشحين للدراسة والفحص والتمحيص وليس مجرد شخص سيهبون لتأييده. فهم يريدون رئيساً لدولة بحجم مصر. ومعهم الحق. ولذلك فإن علينا جميعاً ألا نتسرع في الحكم علي المرشحين ونقول سوف نختار فلاناً أو علاناً.. علينا بالصبر. وفهم برنامج كل مرشح. حتي لا نعود لدائرة اختيار المرشح الذي زارني في المنطقة أو حضر عزاء أحد الأقارب أو حتي صاحب الكلام المعسول.