انكشفت الغمة وتمت إحالة كل المتهمين والمقصرين إلي محكمة الجنايات للقصاص من قتلة الصبية والشباب في ستاد بورسعيد.. وأكد قرار النيابة بإحالة المتهمين للجنايات أن هناك جريمة مكتملة الأركان. ومقرونة بالتخطيط والنوايا المسبقة مما يؤكد أن هناك جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد. وسوف تكشف المحاكمات حجم الجرم لكل واحد من هؤلاء المتهمين لينال جزاءه العادل. قصاصاً لهؤلاء الشهداء الأبرياء.. وجاء قرار الاتهام ليريح الجميع. وإن كنت أعلم أن راحة أسر الشهداء. لن تكون إلا بعد الأحكام الرادعة والقصاص العادل هذا القصاص الذي ننشده جميعا من خلال محاكمة عادلة حتي تكون الأحكام في النهاية عادلة أيضاً بعيدة عن أي ضغود إعلامية وجماهيرية.. ولنتذكر ان المتهم برئ حتي تثبت إدانته. وهذه القاعدة هي قمة العدالة وقاعدتها الأولي.. فلنتوقف عن لعبة الإثارة الإعلامية التي احترفتها الفضائيات في السنوات الأخيرة وهي في رأيي من بين المتهمين لأنها ألهبت المشاعر ولعبت لعبتها علي مشاعر التعصب والتهييج.. ومعهم في هذا الاتهام هؤلاء "الملاعين" الذين يتخفون وراء حب هذا النادي أو ذاك تحت مسمي أي مجموعة. ولا هم لهم سوي الإثارة ثم الإثارة والخروج علي القانون وتحدي المجتمع. وأي سلطة تمثل هذا المجتمع. وتلهب حماس الشباب إلي درجة التضحية بأرواحهم. وهي أفكار غريبة علي مجتمعنا كل الغرابة وذات أبعاد "ماسونية" خطيرة ولا أستبعد أن يكون وراءها كيانات ومؤسسة صهيونية تشجعها وترسم لها خطوات عملها مثل "جيش الألتراس المصري" الذي أعلن عن نفسه مؤخراً ويدعو الشباب للانضمام إليه. ويؤكد انه ألتراس غير رياضي. هكذا ارتدي هؤلاء الغرباء قميص المشجعين الرياضيين بدعوي الدفاع عن حقوقهم والقصاص لشهدائهم مما يعني أننا أمام ميليشيا تريد أن تحمل السلاح في وجه كل من يتحداها سواء كان المتحدي هو الحكومة أو الشعب نفسه. أو العدالة الناجزة.. الوصول إلي هذه النقطة الخطيرة مسألة لا يمكن السكوت عليها ويجب علي أجهزة الدولة ومؤسساتها أن تتعامل مع "جيش الألتراس" بجدية ودون إهمال لأننا لا نعرف سوي جيش مصر العظيم. أما أن يخرج من بيننا من يصنع "جيشا" جديدا. ويتم السكوت عليه وهذا مؤشر صريح وواضح وناضج علي أن جيوشاً أخري سوف تظهر إلي الوجود ولكل منها أهدافه وتمويله.. وأن من يحمل اليوم لافتة تحمل كلمات مثل الرصاص سوف يحمل غدا رشاشا ومدفعا لأن الصهاينة لن يتركونا قبل أن يفتتوا المجتمع المصري ويحولوه إلي وطن ممزق متشاحن ومتقاتل مثلما فعلوا في لبنان 7 سنوات خلال حربها الأهلية المدمرة.. كما أدعو شباب روابط المشجعين سواء الأهلاوي أو الزملكاوي أو ناد آخر للحذر من الوقوع في هذا الفخ المنصوب لشبابنا واستغلال مشاعرهم للوقوع في المحظور لان المتربصين بنا كثيرون وأكثرهم في الداخل الآن ولكن رءوسهم المخططة تعمل في الخارج.. وأياً كان هؤلاء الداعين إلي جيش الألتراس المصري فأنا أدعو النائب العام وكل أجهزة الدولة لكشف أصحاب هذا "الجيش" والذين وزعوا منشوراتهم علنا في مسيرة ألتراس الأهلي والوايت نايت إلي مكتب النائب العام.. وكان بيانهم مفضوحا بكل كلمة فيه. ويكفي كلمة انهم سيقومون بالقصاص.. فأي قصاص يمكن أن يقوم به "جيش" وضد من؟! الأمر خطير ولا يمكن التساهل معه لان ثقافة المليشيات بدأت تغزو مصر وهي بلطجة منظمة مستوردة من خارج الحدود وتخدم من هم خارج الحدود أيضاً. وارجعوا قبل أيام إلي واقعة رفع علم إسرائيل في بورسعيد واقعة غريبة ومستفزة وأحمد الله أن أبناء بورسعيد انتبهوا للفتنة التي خرجت من بينهم واعتذروا عنها.. لذلك توقعوا أشياء غريبة تحدث في وطننا هذه الأيام ومنها جيش الألتراس المصري.