منذ ثورة يناير والاحداث كلها تتركز في ميدان التحرير وشارع قصر العيني وهي المنطقة التي تقع فيها معظم الوزارات والمصالح.. وأكثر من مرة تعرضت وزارة الداخلية لحصار رهيب للانقضاض عليها.. فهل آن الآوان لكي ننقل كل المصالح والوزارات من داخل هذا المربع الضيق إلي المدن الجديدة المنتشرة حول القاهرة الكبري؟ هل جاءت الفرصة الآن لكي نتخلص من زحام رواد هذه المصالح الذين جاءوا من كل المحافظات لتكتظ بهم المنطقة مع الثوار ليكون الأمر بالصعوبة بمكان لكي نسير لقضاء مصالحنا وهل جاءت الفرصة لتكون هذه المنطقة للمشاه فقط ومنع السيارات وطرح هذه المباني للاستثمار الجديد منها ويصبح القديم متاحف ومزارات سياحية تدر دخلا ليساهم في نهضة هذ البلد أو نري مساحات خضراء أو حدائق نستمتع بالجلوس فيها؟ المساء طرحت الاسئلة والخبراء أجابوا * يقول د. حمدي عبدالعظيم رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية سابقا انه حان الآن وفوراً نقل جميع الوزارات الموجودة في منطقة وسط البلد وفي شارع القصر العيني لما تسببه من زحام وضوضاء. أضاف انه يكفي الآن فقط وجود المتظاهرين في المنطقة.. فكيف يكون لدينا مدن جديدة وصحاري واسعة حول القاهرة الكبري ولا نستغلها؟.. مشيراً إلي أن وزارة الداخلية - مثلا - لها مقارات عديدة ويمكن نقل الوزارة إلي أحد هذه المقار.. أيضا توزيع باقي الوزارات علي باقي المدن الجديدة المنتشرة حول القاهرة الكبري. * أكد د. عبدالعظيم علي ضرورة توفير وسائل المواصلات حتي نسهل للمواطنين الوصول لهذه المدن الجديدة لقضاء مصالحهم دون عناء.. فيجب فوراً توفير خطوط أتوبيسات من وسط القاهرة إلي جميع المدن الجديدة وبأسعار معقولة حتي لا يقع المواطنون فريسة لسائقي الميكروباص وأيضا دراسة ربط وسط القاهرة بكل المدن الجديدة بخط المترو. يقول د. خالد القاضي "استاذ علوم البيئة بجامعة حلوان": إن فكرة نقل الوزارات خارج القاهرة مطروحة منذ 15 عاماً ولكن يبدو أن النظام السابق كان يستوعب ببطء كما كان يفكر ببطء لدرجة ان هذا الازدحام في وسط القاهرة كان سبباً في انهاء حكمه الذي استمر 30 عاماً. أضاف أن وجود كل المصالح الحكومية والوزارات في مكان واحد مصيبة كبري ويجب نقلها فوراً خارج العاصمة إلي المدن الجديدة والتي كلفت الدولة مليارات الجنيهات ولم نستفد منها بالشكل المطلوب. أشار د. القاضي إلي أن عملية النقل الآن لها بعد أمني بسبب كثرة الاعتصامات والاحتجاجات والتي أدت إلي احتكاكات مع رجال الشرطة مما نتج عنها إزهاق أرواح بريئة لا تقدر بأموال هذا بخلاف حريق المجمع العلمي والذي لا يقدر أيضا بأموال. أضاف: أن هذه الوزارات يأتي إليها المواطنون من كل المحافظات لقضاء مصالحهم مما يزيد المنطقة ازدحاماً. أماكن بديلة * يقول د. أحمد عاطف جاد الله "استاذ الطرق بهندسة القاهرة": إن نقل مربع الوزارات أصبح أمراً ملحاً الآن في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة.. وقد نادينا بهذا الأمر من قبل لأن المنطقة تعاني ازدحاماً غير معقول وغير مبرر مع وجود أماكن بديلة واسعة يمكنها استيعاب هذه المباني والجمهور المتردد عليها.. ويمكن تتم عملية النقل بشكل تدريجي.. محذراً من النقل الكلي الفوري لما له من سلبيات ومحذراً ايضا من استحواذ إحدي المدن الجديدة علي نصيب الأسد من هذه الوزارات فيحدث معها مع حدث مع منطقة وسط القاهرة من ازدحام. * اللواء سيف الإسلام عبدالباري "نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية "يقول إن الرئيس السادات - عندما أنشأ المدن الجديدة كان يقصد نقل كل المصالح والوزارات الموجودة في وسط القاهرة إليها.. وتنفيذ هذه الفكرة سوف يعمل علي حل مشكلة المرور.. مستغرباً من وجود وزارة مثل الزراعة واستصلاح الأراضي وسط العمران وأيضا وزارة لإسكان مؤكداً أن مكانهما الطبيعي هو إحدي المدن الجديدة.. في حين أن وزارة الشئون الأجتماعية يمكن الابقاء عليها تخفيفا علي كبار السن.. كما أن مدينة السادات يوجد بها مقار لعدد من الوزارات ولم يتم ا لاستفادة منها إلي الآن!! * يقول د. مجدي صلاح الدين رئيس "قسم الإنشاءات والطرق بهندسة القاهرة" نحن كمتخصصين نؤيد هذه الفكرة ولكن بشكل تدريجي وعلينا قبل النقل ان نحسن استغلال المناطق الواسعة الموجودة في هذه المدن الجديدة بشكل جيد حتي لا يحدث تكدس في المستقبل القريب.. وعند اقامة مبان لإي وزارة يجب مراعاة عمل مساحات واسعة "جراجات" للسيارات وأيضا مراعاة اتساع الشوارع المحيطة بها.. وتوفير وسائل مواصلات مريحة للعاملين مثل اتوبيسات خاصة بالوزارات لتوصيل العاملين إلي منازلهم.. ويمكن استغلال منطقة وسط القاهرة كرئة ومتنفس لأهالي المنطقة بعمل حدائق وتشجير الشوارع وغلق بعض الشوارع للمشاة فقط. الدراسة أولا * تقول د. سهير حواس - نائب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري أن الفكرة مقبولة جداً وكانت مطروحة من قبل لان النقل لا يكون بين ليلة وضحاها. أضافت أنه قبل التفكير في النقل يجب دراسة هذه المؤسسات جيداً والمشكل التي سوف تظهر مع بداية النقل مثل دراسة المؤسسة وعلاقتها مع الجمهور وايضا دراسة أوضاع العاملين في هذه المصالح حتي يتم نقلهم جبرياً وايضا يجب دراسة أماكن اقامتهم لان كل هذه الأشياء سوف تؤثر علي جودة العمل. أكدت د. سهير أن التكنولوجيا الآن قد تحل المشكلة فيمكن أن تكون الإدارة في منطقة ويكون لها أفرع في عدة أماكن.. وهناك وزارات لها أولوية في النقل مثل الداخلية ليس للاحداث التي تجري حلها فقط ولكن لانها ليست مرتبطة بجمهور وخدمته فأقسام الشرطة هي المنوطة بذلك. كما أن وزارة الإسكان عبارة عن مدينة داخل مبني ونقلها إلي إحدي المدن الجديدة واجب فوراً.. وعن فكرة تحويل المنطقة للمشاة فقط قالت د. سهير أن هناك محلات تعتمد علي السيارات في نقل البضائع ولايجب تجاهلها لكن يمكن تحويل بعض المحاور إلي المشاه وايضا انشاء جراج متعدد الطوابق حتي نسهل علي رواد هذه المناطق لان هذه المنطقة لها قوة اقتصادية لا يستهان بها. أضافت أن مباني الوزارات والمصالح بعد ان يتم أخلاؤها يمكن الاستفادة منها وإعادة توظيفها لأنها ثروة معمارية كبيرة وتحويلها إلي مبان تراثية وقصور ثقافية وفنادق ومزارات سياحية سوف يساهم في إعادة الشكل الحضاري للمنطقة.