لا تلوموا اللجنة الحالية التي تدير اتحاد كرة القدم برئاسة الكابتن أنور صالح.. فهذه اللجنة مثل المجلس العسكري الذي تولي إدارة شئون البلاد في ظل ظروف اضطرارية وصعبة وحرجة. ولم يكن مؤهلاً لذلك فاجتهد. فأصاب وأخطأ. ومازال يتحمل مسئوليته بشجاعة رغم عنف النقد الذي يصل إلي حد التجريح حتي يسلم الأمانة إلي مؤسسات الدولة المنتخبة من الشعب.. ذلك هو حال لجنة إدارة الاتحاد الحالية. التي لم يكن لها وجود بالأصل. إلا أن أشخاصها وأولهم الكابتن أنور صالح وجدوا أنفسهم في مهب الريح بعد أن هرب مجلس الإدارة السابق بقبول الإقالة أو الاستقالة في أعقاب كارثة ستاد بورسعيد. وتوقف مسابقة الدوري.. وحيرة الجميع في التعامل مع الموقف المعقد جداً خاصة في ضوء حالة الاحتقان العنيفة المترتبة علي سقوط 74 شهيداً. واستعجال ضبط الجناة والمحرضين لهم. والانقسام بين إدارات الأندية حول عودة مسابقة الدوري. ورفض ذلك. وغموض الموقف بشأن النادي المصري. والارتباك في برامج المنتخبات الوطنية. وتخوف الأمن من قبول مسئولية تأمين وإقامة أي نشاط في المرحلة الحالية المتوترة جداً. والتي زادت توترا بدخول البلاد في الانتخابات الرئاسية.. فلا تلوموا لجنة اتحاد الكرة لأنها تتعامل مع مصائب عقدين من الزمان. ومع مخلفات مجلس لم تكن لديه أي منهجية في إدارة اللعبة بشكل متطور وعلمي. وترك الأزمات تتراكم حتي كان الانفجار الدامي في ستاد بورسعيد.. لذلك فإن ما يحتاجه اتحاد الكرة هو الإصلاح الحقيقي للمنظومة المصرية بالكامل. وليس مجرد أشخاص نفترسهم. وهم في الأصل مغلوبون علي أمرهم. أو منشغلون بمصالحهم.. وهذا الإصلاح لن يأتي من داخل الاتحاد. ولا حتي من جمعيته العمومية المحترمة التي تعاني من مشاكل وعيوب عديدة. ولكن الإصلاح سيأتي من الدولة ممثلة في رئيس المجلس القومي للرياضة الدكتور عماد البناني الذي أريد منه أن يتخلي عن دبلوماسيته وقلقه وهدوئه وأن يفعل شيئا يذكر له في هذه الأيام خاصة اننا أمام فرصة ذهبية للإصلاح دون "عكننة" من أحد. فلا دوري يشغلنا ولا مجلس إدارة يعترض علي كل صغيرة وكبيرة.. والمبادرة المنتظرة من البناني هي تشكيل لجنة فورية لهيكلة النظام الكروي المصري كله. ويرأس هذه اللجنة خبير متخصص يتم استقدامه من الاتحاد الدولي لكرة القدم. ومعه من مصر نخبة من الخبراء الحقيقيين في كافة عناصر اللعبة مثل الدكتور طه إسماعيل ومحمود الجوهري والدكتور سيد خشبة ومحمد حسام الدين وخبير في اللوائح وآخر في الهيكلة الإدارية.. وتعمل هذه اللجنة علي إتمام عملية الإصلاح قبل الانتخابات القادمة لاتحاد الكرة.. ولن تمثل هذه اللجنة أي تدخل حكومي في إدارة شئون الاتحاد بل المطلوب أن يكون لخبراء الفيفا الدور الأكبر فيها. لأنه ثبت باليقين والتجربة أن مسألة تطوير منظومة الكرة المصرية أكبر بكثير من قدرات أي مجلس إدارة. وانها تحتاج إلي خبراء ونوايا صادقة في العمل وإصلاح كل مفاسد الماضي.