بعيداً عن الكلام الذي وصف بيان د. كمال الجنزوري أمام مجلس الوزراء الأحد الماضي بأنه مجرد دردشة أو كلام عاطفي أو هموم أو أنه لم يقدم حلولاً للمشاكل ولم يضع رؤية للمستقبل.. فإنني أقول يكفي أنه فتح أعيننا علي حقيقة الوضع الذي نعيشه الآن وإذا لم نتداركه وبسرعة فإننا سنواجه مأساة. علينا جميعاً أن نفكر وأن نعمل لمواجهة البطالة ومكافحة العشوائيات وتوفير الغذاء. قال الجنزوري - ومعه حق - إنه لا حل إلا بالخروج من الوادي الضيق الذي نعيش فيه إلي الصحراء الشرقية والغربية بما تمتلكه من إمكانات هائلة ليس في مجال الزراعة فقط ولكن في الصناعة والتعدين والسياحة.. كما يجب الاستفادة من شواطئنا علي البحرين الأحمر والمتوسط في توفير الاسماك بدلاً من الاعتماد علي الاستيراد من الخارج. لن يأخذ أحد بيد مصر إذا لم يأخذ أبناؤها بزمام أنفسهم.. والاعتماد علي المعونات من الخارج لن يحل مشاكلنا بل سيزيدها تعقيداً لأن اليد التي تعطي خير من اليد التي تأخذ.. وأصحاب المعونات سيكون لهم طلبات.. لذلك فلا حل إلا بالاعتماد علي الذات لعبور الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها. نصيب الفرد من الأرض الزراعية في عهد محمد علي باشا - كما قال د. الجنزوري - كان فداناً وأصبح الآن لا يتجاوز قيراطاً ونصف القيراط أي 250 متراً. من هنا أقول لماذا لا نتبني برنامجاً طموحاً لزيادة رقعة الأرض الزراعية بأفكار غير تقليدية وغير معتادة تعتمد علي انشاء مدارس وكليات الزراعة في الأماكن الجديدة التي تريد استصلاحها بسيناء وتوشكي والوادي الجديد حيث تقدر المساحات القابلة للزراعة في هذه الأماكن بملايين الأفدنة. تقام المدارس والكليات في هذه الأماكن ويتولي الطلاب من خلال الدروس العملية علي أرض الواقع استصلاح مساحات معينة من الأرض بما يوازي خمسة أو عشرة أفدنة لكل طالب علي أن يتملك هذه الأرض في نهاية مدة الدراسة التي تصل إلي 5 سنوات في التعليم المتوسط وأربع في التعليم الجامعي.. يعرف خلالها الطالب كل ما يتعلق بالأرض وكيفية التعامل معها.. وايضا إتقان تربية المواشي والطيور وإنتاج الصناعات الريفية من زبادي وجبن ومربات ومخللات.. الخ من المنتجات التي تعتمد علي الزراعة وإنتاج الأرض.. وبالتالي يرتبط بها بالعرق الذي بذله في استصلاحها.. فلا يفرط فيها. كما أننا نجذبه إلي المزيد من العمل بتمليكه هذه الأرض بأسعار معقولة ومناسبة تقتطع من الإنتاج علي 20 سنة مثلاً. ايضا في إطار تأهيل المسجون الجنائي للحياة الاجتماعية يمكن الاستعانة به في استصلاح الأرض خلال قضاء مدة العقوبة وعندما يتقرر الإفراج عنه يتملك قطعة الأرض التي بذل فيها الكثير لتكون نواة حياة جديدة له بعيداً عن الجريمة.. ونفس الأمر في عدد من المهن الأخري.. وبهذا نكون حققنا أكثر من هدف.. حمينا المجتمع من احتمال عودة الخارجين عن القانون لممارسة أعمالهم الإجرامية وواجهنا البطالة ووفرنا وظائف للشباب واقتحمنا الصحراء بفكر وعقل جديد.. وأضفنا للإنتاج وساعدنا علي سد الفجوة الغذائية علي المدي القريب.. بالإضافة إلي تحقيق فائض علي المدي البعيد لتصديره بدلاً من الوضع الحالي الذي نستورد به الفول والبصل والعدس والثوم من الخارج. هل هذا معقول في دولة يجري فيها النيل؟! إننا بهذه الطريقة سوف نحد ايضا من لهفة الفلاح علي استقطاع أجزاء من أرضه التي يزرعها بالوادي الضيق ويتحايل علي القانون لتبويرها والبناء عليها بحجة أنه لا يجد مكاناً لأولاده. إن المساحة المزروعة الآن ضاقت بأصحابها.. فهل نفعل ذلك من أجل مصر المستقبل؟! استصلاح الأرض التي نعيش عليها قام به أجدادنا منذ مئات السنين.. فلماذا لا نفعل مثلما فعلوا؟!.. ولماذا لا نخرج من الوادي الضيق الذي نعيش فيه واختنقنا فيه واختنق بنا إلي الصحراء التي لم تطأها قدم وبها كل الخيرات؟!.. لكننا لم نحاول أن نستفيد بها مثلما يفعل غيرنا في دول العالم المتقدم. ما رأي رئيس الوزراء في هذا المشروع الذي لن يكلفنا سوي جرأة اتخاذ القرار وعمل معسكرات تتوافر فيها الإعاشة للطلاب والاساتذة.. ثم ننقلها إلي أماكن بديلة لطلاب آخرين عندما تكتمل المهمة وهكذا. الأماكن الجديدة ستكون جاذبة للمزيد من السكان والكثير من الصناعات الريفية التي نحتاج إليها.. وهو الأمر الذي يصب في النهاية في خانة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي بل وفائض للتصدير بما يضمن الرفاهية لمصر والمصريين مستقبلاً. يا ريت نبدأ من الآن بدلاً من إضاعة الوقت في الكلام أو البكاء علي اللبن المسكوب عندما يمر الوقت ولا نجد قوت يومنا. لقطات: ** قال د. مصطفي السيد في المؤتمر الدولي لطب النانو: مصر تحتاج حالياً إلي بحث علمي وثورة علمية بحثية موازية لثورة يناير حتي يتحقق لها مكانة علمية كبري خلال السنوات القادمة. * المهم مين يقرأ بوعي.. وينفذ باهتمام. ** الخبراء يحذرون: أرض المحطة النووية بالضبعة تحولت لمزارع خضر وفاكهة. * يا خسارة.. فهمنا علي قدنا. ** ريتشارد تومك استاذ القانون الدولي بجامعة برينيستون الأمريكية: مصر ستكون أفضل إذا منعت المنظمات الأمريكية عن العمل في أراضيها. * وشهد شاهد من أهلها. ** من مانشيتات الصحف هذه الأيام: الاعتداء علي د. عبدالمنعم أبوالفتوح وسرقة سيارته.. إصابة 12 من أنصار عمرو موسي في مؤتمر انتخابي بالشرقية.. البلطجية سرقوا سيارة محافظ سيناء بالإكراه.. بلطجية فتحوا نيران الآلي علي سكان حارة اليهود وقتلوا شخصين وأصابوا ضابطاً و3 جنود بقسم الجمالية. * ضحك صديقي قائلاً: الانفلات الأمني حقق العدالة الاجتماعية.. داس علي الغلابة.. واللي إيديهم طايلة!! ** اليوم اجتماع مجلسي الشعب والشوري لانتخاب الجمعية التأسيسية التي تتولي إعداد مشروع الدستور الجديد للبلاد. * يارب يتحقق الحلم. كلمات يجب أن تقرأ أكثر من مرة: - وعود المساعدة العربية والدولية لمصر دخان في الهواء ولم تنفذ. - الرئيس المقبل لن يجد جيشاً أو شرطة أو إعلاماً يروج لحكم الفرد. - 10 مليارات دولار خرجت من البلاد عام .2011 - 200 ألف شاب ينضمون لطابور العاطلين سنوياً.