خبر قرأته أعادني إلي الوراء عدة سنوات الخبر يقول تم إلقاء القبض علي شخصين في بولندا بتهمة سرقة كوبري معدني بمنطقة "وروسلا" جنوب غرب بولندا. اللصان قطعا الكوبري إلي أجزاء تم نقلها علي سيارة نقل بالقرب من احد المناجم هناك وعند نقل آخر جزء تعطلت بهما السيارة وتم إلقاء القبض عليهما تذكرت كوبري ميدان التحرير المعدني هل تتذكرونه؟ كوبري كان حول الميدان بأجمعه وظلت لعدة سنوات تتوسطه الكعكة الحجرية التي التف حولها طلاب الجامعات في مظاهرات يناير 1972 وفجأة اختفت الكعكة الحجرية أو الرخامية والتي كانت من أجود أنواع الرخام وقيل إنها كانت قاعدة لتمثال اختلفوا علي من يكون صاحب هذا التمثال ثم اختفت القاعدة وعند إعادة تخطيط الميدان تم رفع الكوبري من مكانه وتساءل الناس أين ذهب الكوبري ولم يتبرع أحد بالاجابة وبعدها بسنوات عثر علي الكوبري في منطقة البساتين القريبة من المعادي وظل الصدأ واللصوص يأكلون منه إلي أن اختفي تماما.. كوبري بولندا سرقه لصان قاما بتقطيعه وبيعه خردة إلي ورشة لصهر المعادن بمنطقة مجاورة وكوبري التحرير لا أحد يعرف مصيره ومن فككه ولمن باعه.. لصان بولندا كما يقول الخبر يواجهان عقوبة السجن لمدة قد تصل إلي خمس سنوات بينما سارق أو سارقو كوبري التحرير لا نعلم مصيرهم إلا أن هناك من يقول ان سرقة كوبري وتقطيعه وصهره تهمة لا تقارن بمن سرق بلداً بأكمله بالطبع لم يسرقه وحده بل قام بتقطيعه وتوزيعه علي عصابته وكل عضو بها حسب طاقته حمل ما يستطيع حمله وقام بصهره واستلم نصيبه.. سرقة كوبري عقوبتها خمسة أعوام سجناً أو ما يزيد ولكن سرقة الأوطان تحتاج إلي أدلة وبراهين ولا يلتفت إلي خمسة وثمانين مليون شاهداً رأوا بأم أعينهم كيف نهب وطن بأكمله وعلي المتضرر اللجوء إلي القضاء.