أولي القبلتين يتعرض للتخريب والتدمير والعرب والمسلمون في شغل فاكهون. والاخوة المسيحيون يتركون كنيسة القيامة ينالها نصيبها من الاعتداءات والانتهاكات. كما أن العالم لايتخذ أي خطوة للتفاعل من أجل إنقاذ المدينة المقدسة ذات الحرمة لأهل الديانات الثلاث ويتجاهل تنفيذ القرارات بشأن ضم اسرائيل للأراضي المحتلة واعتبروها عاصمة أبدية لدولتهم وللأسف فإن أمريكا تقف في خندق الصهاينة ولعل أبلغ دليل علي ذلك أنه عندما انحاز اليونسكو لجانب الفلسطينيين واعتبرهم من بين أعضائه لم تتوان الولاياتالمتحدة بعقاب هذه المنظمة الدولية من عدم دفع حصتها التي تبلغ نحو 120 مليون جنيه لدعم ميزانية اليونسكو. وذلك حتي تصاب المنظمة بالشلل نتيجة هذا التصرف. رغم أن نظام اليونسكو يتضمن التزام كل دولة بدفع نصيبها في الميزانية. هذا التجاهل.. وذلك التغافل جعل اسرائيل تتمادي في مخططاتها واجراءاتها التعسفية فصدرت قرارات حكومة الصهاينة بنزع ملكية العرب الفلسطينيين وطردهم من منازلهم ولم تكتف بذلك وإنما عنمدا رفض هؤلاء البؤساء ترك منازلهم قامت الجرافات الاسرائيلية بهدمها فوق رءوسهم. وذلك لاقامة مساكن للمستوطنين الاسرائيليين كجزء من تهويد هذه المدينة المقدسة والتشبث بالأمر الواقع ضاربة عرض الحائط بمستندات الملكية التي تؤكد حق هؤلاء. وتم تشريدهم أمام سمع وبصر العالم خاصة الولاياتالمتحدة التي تتشدق بالحرية والديمقراطية وحماية حقوق الانسان بالاضافة إلي أعمال القمع واستعمال البطش والضرب لمنع المصلين ممن تقل أعمارهم عن 50 عاما من الصلاة في الأقصي. ويكفي أن نلقي نظرة علي المشاهد الدامية التي يتعرض لها المصلون كل أسبوع حين يتوجهون لأداء صلاة الجمعة بساحة هذا المسجد العتيق. الفساد والتدمير يجري بلا هوادة والاعتداء علي مقابر الصحابة علي أشده والجنوب الاسرائيليون يتحركون لتدنيس المقدسات والأدهي أن أعمال الحفر تحت المسجد مستمرة لاقامة الهيكل المزعوم مع أن الوثائق التاريخية تؤكد أن زعم اسرائيل أكذوبة تتذرع بها لتنفيذ برامجها في هدم هذا المسجد غير عابئة بمشاعر نحو مليارين ونصف المليار من المسلمين وكذلك بمشاعر الاخوة المسيحيين. انها تريد الانفراد بهذه المدينة وتتخذ كافة الوسائل غير المشروعة لاستكمال مشروعاتها واكتساب الشرعية عن طبيعة الأمر الواقع الذي تبذل أقصي جهد لتغييره حتي تضع العالم أمام أوضاع تحول دون تنفيذ القرارات وذلك كما فعلت في قهر الفلسطينيين واحتلال أراضيهم وتدمير زراعاتهم اعتمادا علي قوة الأسلحة المادية والمعنوية لإثبات شرعية تواجدهم زورا وبهتنا. والعالم الأوروبي يبارك هذه الخطوات وكم مرة كانت أمريكا تعتزم نقل سفارتها للقدس كتأييد لحق اسرائيل بلا سند من الواقع وإنما اعتمادا علي لغة القوة!! في نفس الوقت العرب والمسلمون في لهوهم مشغولون كما أن الفلسطينيين يعانون من الانقسامات. رغم أننا سمعنا كثيرا عن المصالحة بين فتح وحماس أكبر الفصائل الفلسطينية إلا أنه رغم توقيع اتفاق هذه المصالحة بالقاهرة إلا اننا لم نر علي أرض الواقع ما يعرف بتشكيل حكومة التوافق ولم نشاهد اتفاقا لباقي الفصائل للانضمام لهذا الاتفاق. وكأن تشكيل الحكومة من المسائل المستعصية علي الحلول. الأيام تمضي والاسرائيليون ينتهزون هذه الفرصة ويضاعفون أعمالهم من أجل بناء المستوطنات والقيام بأكبر نشاط بالقدس لاكتساب المزيد من الأراضي وإقامة العديد من المستوطنات لاقامة اليهود. وإزالة كل الآثار التي تشير إلي حقوق سكان المدينة المقدسة في سابقة غير معروفة للعالم في شرقه وغربه انها قمة العربدة واستخدام الأباطيل لاضفاء الشرعية علي الأراضي المنهوبة ورغم صرخات الشيخ عكرمة صبري وقاضي القضاة بالقدس وغيرهما من العلماء والخبراء إلا أن هذه الندوات وتلك الاستغاثات تذهب أدراج الرياح ولم يلتفت إليها أي فصيل من تلك القوي التي تتبني حقوق الانسان. وتصم أذنيها عن هذه الصرخات وكأن عرب القدسوالفلسطينيين ليسوا من بني الانسان! علي صعيد العرب والمسلمين فلم نشاهد سوي مؤتمرات وهتافات تنطلق من الحناجر تندد بالأعمال القمعية التي تقوم بها اسرائيل ولعل آخرها ماجري في ساحة مسجد الأزهر من صيحات وهتافات تنديدا واستنكارا لمايجري بالقدس ومن بين الهتافات "يا زهار ويا هنية اوعي تسيب البندقية" وكم سمعنا مثل هذه الهتافات التي تتبخر بمجرد انصراف هذه التجمعات وسوف تلحق مليونية الأزهر بسابقتها من التجمعات واللقاءات التي انبري فيها الخطباء وأهل الفكر مؤكدين علي ضرورة استمرار الحملات الشعبية ونصرة الفلسطينيين والأقصي واستعراض الواقع التاريخي وكل الحملات التي تساند الحقوق المشروعة ويرفض الاجراءات التي يقوم بها الصهاينة. ويشجبون الاعتداءات علي الحرمات والمقدسات. هذه الحملات الشعبية وحدها لا تكفي.. الأمر يتطلب عدة اجراءات وتحركات فاعلة في مقدمتها: * تكوين هيئة عربية إسلامية وينضم إليها الاخوة المسيحيون تتمتع بالدعم الشعبي والاستقلال ويتم إعداد ميزانية خاصة لها يتم تمويلها عن طريق الاشتراكات باسم حماية المقدسات ووقف أعمال التهويد لمدينة القدس التي تجري علي قدم وساق بواسطة اسرائيل. * تكوين مجلس لإدارة هذه الهيئة من أعضاء ينتمون إلي الدول العربية والإسلامية. ويتحرك هذا المجلس ويعد برنامجاً يتم الاتفاق عليه بين الأعضاء للتحرك علي الساحة العالمية والدولية. وعقد اللقاءات والندوات التي تكشف المخططات الاسرائيلية التي تسعي لاغتيال حقوق العرب والمسلمين وتدمر الآثار ذات التاريخ رغم أهميتها للمسلمين والمسيحيين. * يلتزم العرب بسداد حصة أمريكا في منظمة اليونسكو لكي تستمر في دعمها للفلسطينيين والوقوف بجانب العرب والمسلمين في المدينة المقدسة. * ضرورة رأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية ولابد من عودة وحدة الصف وبناء قوة من أبناء فلسطين تتسلح بالمعدات والأدوات بالاضافة إلي اتخاذ كافة الاجراءات التي تكفل عودة حقوق المشردين منذ أكثر من 60 عاما سلما أو بالقوة إذا لزم الأمر. * يجب أن تكون ثورات الربيع العربي قوة فاعلة تساند الحقوق المشروعة للفلسطينيين وضرورة حماية أولي القبلتين ومسري سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم". قد حان الوقت يا عرب لاتخاذ خطوات لتحرير القدس. وثقوا أن الله سوف ينصركم مهما تمادت القوة في بطشها. كفانا مؤتمرات وهتافات نريد أعمالاً إيجابية تنتزع الحقوق لأصحابها! دعاء ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهييء لنا من أمرنا رشدا. وقيض لأمة العرب والمسلمين من يعيد إليهم وحدتهم وكيانهم. ونسألك أن تعيننا علي أداء أوامرك واجتناب كل فعل سييء. اللهم ارحمنا وعافنا واعف عنا واقبلنا واقبل منا.