التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس والانتهاكات المتكررة لحرم المسجد الأقصي تحتم علي المجتمع الدولي تحمل مسئولياته في هذا الصدد ومرة أخري لماذا اللجوء المتكرر من قبل القوي الدولية للازدواجية في المعايير.. فالوضع في مدينة القدس الشريف لا يحتمل أي تردد من قبل القوي الدولية وعلي رأسها الولاياتالمتحدة التي تتشدق كل يوم بأهمية حماية حقوق الإنسان وعدم التعدي علي المقدسات وانتهاك حرماتها ونجدهم اليوم يقفون صامتين إزاء ما يتعرض له أهل القدس من قتل وتدمير واستباحة للمقدسات الدينية وبناء المزيد من المستوطنات علي الأراضي الفلسطينية متي يصحو الضمير العالمي لكي يرد الحقوق المسلوبة لأصحابها ويتعامل بمنطق العدل والإنصاف.. وفي حقيقة الأمر.. وكما أكدت مصر علي لسان محمد عمرو وزير الخارجية علي أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصي والتي ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة.. وقد أدان وزير الخارجية تلك الانتهاكات وشدد علي أن اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصي هو أمر لا يمكن لمصر القبول به أو السكوت عليه مشيرا إلي أن السياسات والإجراءات التي تقوم بها إسرائيل في القدس عموما تمثل خروجا صارخا علي الشرعية الدولية.. بالإضافة إلي أنها تشكل استفزازا واضحا لمشاعر الفلسطينيين والعرب وأتباع الديانات السماوية.. وقد انطلق المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس من العاصمة الدوحة علي مدي الأيام الثلاث الماضية من أجل التوصل إلي توصيات محددة وقرارات لمواجهة محاولات إسرائيل تهويد القدس وانتهاك حرمات مقدساتها الإسلامية والمسيحية.. وبعد.. إن الأمر لم يعد يحتمل المزيد من القرارات أو التوصيات بل لابد أن يتم ترجمة هذه الإدانات للمواقف الإسرائيلية في القدس والأراضي المحتلة علي أرض الواقع.. إن القدس تنادي اليوم علينا: واأقصاه وتنتظر الإجابة من المجتمع الدولي فمتي يستيقظ الضمير العالمي ويؤكد لنا نحن شعوب الشرق الأوسط أنه يحترم حقوق الإنسان الفلسطيني والعربي المكفولة للبشر جميعا ووفقا للقوانين والأعراف الدولية وعلي كافة الأحوال فإن الأقصي له رب يحميه والله عزيز ذو انتقام.