كنت أتساءل دائماً بعد قراءة أي حادث إنتحار كيف لإنسان عاقل أن تهون عليه نفسه ويزهقها بيده وهو يعرف جيداً ان هذا كفر وقنوط من رحمة الله. وإذا بأحوالي تتبدل وأجدني أسيراً لهذه الفكرة الشيطانية ليس هي فقط بل قتل طفلي ايضاً شفقة بهما واليكم مأساتي: بدأت تلك المأساة في عام 2003 عندما جاءني عصام إلي الدنيا مصاباً بمرض مزمن بالدم لم تتوصل إلي تشخيصه الا بعد رحله مضنية وفحوص دقيقة ارهقني مادياً خاصة واني اعمل محصلاً بشركة المياه وكل راتبي لا يتجاوز 400 جنيه جاء تشخيص حالتة نقص في عامل فاكتور 8 وسيولة بالدم اما العلاج فعن طريقة حقن لتعويض هذا العامل بمصل خاص به.. سعر هذه الحقنة ألف و400 جنيه يحتاج منها اكثر من عشرة حقن مع كل نزيف يصاب به. لجأت إلي التأمين الصحي وبعد طول تردد عليهم طالبوني بنقل ابني إلي المستشفي عندما يصاب بنزيف ليحصل علي الحقن هناك لان القانون لا يسمح بصرفها خارج المستشفي. نقلته مرة واحدة لمستشفي كفر الدوار فزاد النزيف وساءت حالته ولم نجد الحقن المقررة له هناك هنا كان علي توفير علاج ابني علي نفقتي الخاصة أو أتركه للموت وقبل ان اعرف من اين سأدبر نفقات علاجه رزقني الله بابني الثاني "محمود" وجاء بنفس المرض وتقرر له نفس العلاج. عرفت طريق الديون حتي بلغت 40 ألف جنيه حتي الان ولم يشف طفلاي ومازالا في حاجة للعلاج. حصلت علي قرض بضمان مرتبي وسددت 27 ألف جنيه وباقي 13 ألف جنيه لا أدري من أين أسددها وأنا أعمل ليل نهار في وظيفتي وفي عمل أضافي ونزيف طفلي لا يتوقف. بدأت أفكر في قتل طفلي والانتحار امام وزارة الصحة لنستريح ويفيق المسئولون وينظرون للأطفال الذين يعانون من هذا المرض. البديل الوحيد الذي سينقذني من هذه النهاية هو سداد باقي ديوني 13 ألف جنيه ومواصلة علاج طفلي واخيراً الوفاء بمتطلبات الحياة الضرورية لأسرتي والتي أصبحت عاجزاً تماماً عنها بسبب اقساط القرض فهل أجد لديكم حلاً لهذه المعادلة الصعبة أو المستحيلة؟ محمد عبدالحميد عبدالغني البحيرة