الحفل الذي اقامه أوركسترا القاهرة السيمفوني علي المسرح الكبير بالتعاون مع المؤسسة الثقافية اليابانية وقاده المايسترو الياباني "هيروفومي يوشيدا" وشارك بالعزف المنفرد فيه العازف الشاب "تاداتشي سويناجا" يعد من الحفلات الهامة لأنه تصدر برنامجه إحدي المقطوعات اليابانية العالمية للمؤلف تورو تاكيميتسو "3019 - 9619" والذي يعد واحداً من كبار المؤلفين الموسيقيين اليابانيين الذين كان لهم دور بارز في النهضة الموسيقية باليابان والذي تعزف أعماله في دول العالم المختلفة ولكن يتم أداؤها لأول مرة بمصر مما يمثل اضافة للسيمفوني المصري وإثراء للساحة الموسيقية عكس باقي البرنامج الذي تضمن كونشرتو البيانو الأول والسيمفونية الرابعة من مؤلفات تشايكوفسكي والعملان من رصيد الفرق المصرية ومن ريبوتوار معظم عازفي البيانو المصريين. مقطوعة يابانية العمل الذي استمعنا إليه بعنوان قداس جنائزي "ريكويم" وهو مخصص لمجموعة الوتريات فقط وتم تأليفه عام 1957 تكريماً للمؤلف الياباني "فوميو هياساكا" وركز كتيب الحفل علي أنه للمشاركة في احزان الشارع المصري علي شهدائه وأحزان ضحايا زلزال اليابان.. العمل مكون من حركة واحدة مكونة من 4 أقسام الثلاثة الأولي متنوعة والرابعة تأتي تكراراً للأولي والعمل يستلهم الجو الموسيقي العام لأوبرا فاجنر "تريستان وازولدا" وأعمال شونبرج وفيبرن "مدرسة فيينا الثانية في الموسيقي" وباستثناء القسم الثالث لا يحتوي العمل علي تنوع لحني كبير ولكن به كثافة موسيقية تذكرك بسترافنسكي والعمل أدته مجموعة الوتريات في السيمفوني بشكل طيب مقارنة بالتسجيلات التي استمعنا إليها.. وبشكل عام المقطوعة تمثل تجربة جيدة لمجموعة الوتريات في الأوركسترا وأيضا لأوركسترات الوتريات الأخري علي الساحة المصرية التي نتمني أن تتاح لها فرصة عزفها. مقارنة العمل جعلنا نقارن بين الحال الموسيقي عندنا وفي اليابان التي بدأت الالتفات للموسيقي الأوروبية المتطورة بعدنا وتقريبا رواد الموسيقي عندهم عاصروا روادنا امثال عزيز الشوان وجمال عبدالرحيم وغيرهما ولكن نجد ان الدولة احتضنتهم اهتمت بهذا الفرع من الفن ولديهم حاليا العديد من الأوركسترات وكبارالعازفين والقادة المنتشرين في العالم والأهم ان لديهم نهضة موسيقية كبيرة في مجال التأليف الموسيقي المتطور والمعاصر وذلك لأنهم ساروا وفق خطة واضحة ولم يتعرضوا لتعمد التجهيل والفساد الذي طال الموسيقي في بلادنا. أما باقي البرنامج والذي شارك فيه العازف الياباني "تاداتشي سويناجا" وعزف الكونشرتو رقم1 للمؤلف الروسي تشايكوفسكي "1840- 3981" ويعد اختبارا له حيث انه من الاعمال التي اعتاد عليها الجمهوري المصري وأري أنه نجح في الاختبار حيث أداه بالاحساس الذي يتطلبه هذا العمل كما انه يحفظه بشكل جيد وحافظ علي مميزاته وبالتحديد في الأجزاء التي يؤديها عزفا منفردا مثل مقابلته لآلات الكورنوفي مقدمة العمل بالقوة والحيوية المطلوبة أو في الكادنسة في ختام الحركة الأولي أو في تبادله مع الفريق الألحان الأوكرانية في الحركة الأخيرة. كما ان المايسترو إلي حد ما حرص علي ملامح الجمال في العمل خاصة الغنائية والتلوين الأوركسترالي ولكن في دخول الأوركسترا بعد العزف المنفرد لم يكن موفقا وضاع من المستمع إحساس الصراع بين العازف المنفرد والفريق الذي تتميز به كونشرتات تشايكوفسكي.. وأخيراً بالرغم من ان البرنامج باستثناء المقطوعة اليابانية ليس جديداً علينا ولا متميزاً في الأداء بدرجة كبيرة إلا أن السهرة كانت ممتعة وحفلت بإقبال جماهيري حيث جاءت بعد فترة توقف طويلة وكان عاشق الموسيقي في شوق إلي ليلة موسيقية متكاملة.