تعجبت كثيراً من - رد - الفعل من جانب عدد من نواب الشعب علي بيان الحكومة الذي ألقاه د. كمال الجنزوري - رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس الشعب.. بحجة انه لم يتضمن حلولا للمشكلة التي تعاني منها مصر حاليا وهي المشكلات الاقتصادية والانفلات الأمني. وأنا أقول وبحكم عملي وقربي من د. الجنزوري ان عمر حكومته نحو - ثلاثة شهور بالتمام والكمال ومع ذلك بذل الجنزوري جهوداً كبيرة من أجل ترشيد الإنفاق في الموازنة الجديدة وتصحيح مسار الإصلاح والاقتصادي وأوقف نزيف - احتياطي البنك المركزي المصري الذي استنزف في ظل حكومة سابقة من 36 مليار دولار إلي 16 ملياراً حالياً والجنزوري يعمل الآن علي اساس الاعتماد علي الذات بعد ان وجه رسالة عتاب للأشقاء العرب ودول الثماني الكبري الذين وعدوا مصر الثورة بعدة مليارات من الدولارات لكنهم تخلوا - عن وعودهم - ولجأ الجنزوي إلي ترشيد الإنفاق وحقق وفرا "20 مليار" جنيه في موازنة الدولة وإيجاد إيرادات جديدة من مصادر كانت منهوبة مثل آلاف الأفدنة التي بيعت بأسعار رخيصة وبخسة جداً وصحح المسار - بالقروض - في السعر الحقيقي للأراضي فحقق إيرادات بمليارات الجنيهات كحق للدولة وحارب بذلك فسادا استشري في ظل نظام سابق. وأقول لأعضاء مجلس الشعب الموقر ساعدوا الجنزوري أو بمعني أدق ساعدوا الحكومة من خلال تشريعات عاجلة ومن خلال تحذيرات جازمة تحت القبة تطالب بوقف المسيرات والمظاهرات اليومية التي تعرقل عجلة الإنتاج كيف تعمل الحكومة مع مظاهرات يومية كيف يأتي - سائح - أو مستثمر - ليقيم مشروعاته وهو يجد يوميا مظاهرات ومطالب فئوية نريد من البرلمان أن يقف إلي جانب الحكومة - داعماً - ومسانداً - مطالبا بالوقف الفوري لهذه المظاهرات حتي لو كانت سلمية.. نريد - هدنة - وهدوء - في الشارع المصري ولو للمرة الباقية - من عمر - هذه الحكومة مع انتخاب الرئيس الجديد للبلاد حتي يتاح للحكومة العمل في هدوء - وتدعم الاقتصاد وتحقق المطالب الفئوية. ولنأخذ - بالتجربة اليابانية - في عملية الاضرابات.. فعندما يضرب - العامل الياباني - عن العمل فإنه يعمل وينتج حتي لا يعطل الإنتاج لكنه يضع علي - يده اليسري - علامة - مميزة تظهر انه مضرب عن العمل وبالفعل يتم التعرف علي مطالبه وتحل مشاكله في هدوء دون تعطيل لعجلة الإنتاج.. فلماذا لا نكون مثلهم.. إذا ما أردنا أن نحقق الانطلاق الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية.