لا أحد يعرف.. هل ستفي اسرائيل بوعدها بعدم تجديد الاعتقال الإداري للمناضل الفلسطيني خضر عدنان عندما يحين موعد النظر في تجديد الاعتقال مقابل انهاء اضرابه عن الطعام. وهو الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية. أما انها سوف تخلف وعودها كالعادة وتجدد اعتقاله. فهذا الامر ليس غريبا علي اسرائيل التي لا تحترم كلمتها. لكن المؤكد ان هذا المجاهد الفلسطيني الشاب البالغ من العمر 34 عاما صار رمزا من رموز كفاح الشعب الفلسطيني من أجل دينه اولا. ثم حقه في الحياة ثانيا. فقد خاض عدنان اضرابا عن الطعام استمر 66 يوماً احتجاجا علي اعتقاله ونيابة عن اكثر من عشرة الاف فلسطيني معتقلين في سجون الاحتلال شارف خلاله علي الموت حيث يقول الاطباء ان المضرب عن الطعام يصبح عرضة للوفاة بعد 55 يوما من اضرابه.. وعادة فان المضرب عن الطعام يشعر بصداع وجوع شديدين لمدة اسبوع فقط ثم يختفي الالم والشعور بالجوع. وخلال هذه الايام اتخذت قضيته بعدين. سياسي وانساني. كانت قضيته مهمشة في الاعلام. إلي ان ساءت حالته الصحية مع كل يوم. وبرزت قضيته وقضية الاسري الفلسطينيين إلي دائرة الضوء علي مستوي العالم. الصفقة التي انهي عدنان بموجبها اضرابه تمثل في جزء منها انتصاراً واضحاً له ولنضاله. لكن تحمل بين طياتها جانباً مظلماً يخوضه الاسري الفلسطينيون ضد الاعتقال في السجون الاسرائيلية والمعاملة اللإنسانية التي يتعرضون لها دون ان يحرك المجتمع الدولي ساكنا. مثلما فعل مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي قضي أكثر من خمس سنوات اسيرا لدي حماس وحظي بأفضل اشكال المعاملة. وعلي الاقل فقد خرج سليما معافي عكس الاسري الفلسطينيين الذين يخرجون من المعتقلات الاسرائيلية بأمراض مزمنة أو بامراض ميئوس من شفائها. ومنهم من لاتطلق اسرائيل سراحه إلا عندما يصبح قريبا من الموت والمعتقلات في النهاية وسيلة هدفها الاول اذلال المواطن الفلسطيني دون شرط ان يكون قد انخرط في نشاط المقاومة من عدمه. فقد دخل أكثر من 750 الف فلسطيني المعتقلات الاسرائيلية منذ عام .1967 هذا خلاف ما يتعرض له اخوانه داخل الخط الاخضر. كما ان اسرائيل اعادت اعتقال عدداً من الفلسطينيين الذين افرجت عنهم في صفقة شاليط. وكان عدنان قد خرج إلي دائرة الضوء عام 2000 عندما قاد هجوم "البيض" علي رئيس الوزراء الفرنسي السابق ليونيل جوسبان عندما كان يزور جامعة بيرزيت. لوصفه مقاومة "حزب الله" ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي ب "الارهابية"..هو الشخص نفسه الذي لم يتوقف عن مداعبة والديه وزوجته وطفلتيه عند زيارته. وتطييب خواطرهم. أو عن قراءة القرآن الكريم لرفع معنوياتهم. وطمأنتهم علي صحته ووضعه. مع انه منهك القوي. وهو يحمل شهادة بكالوريوس رياضيات. وطالب دراسات عليا في جامعة بيرزيت. ويملك مخبزاً ومحلاً تجارياً في قريته قرب جنين. شمال الضفة الغربية. ليعيل منه أسرته المكونة من زوجته وابنتيه ووالديه المسنين. وقد اشتهرت حالة خضر عدنان علي مستوي العالم. فقد كتب المغني الاسترالي ديفيد روفيكس. أغنية جديدة تحت عنوان "خضر عدنان بوبي ساندز" لدعم الصمود الاسطوري ..وكان بوبي ساندز كان أحد قادة الجيش الجمهوري الايرلندي "الشين فين". وخاض اضرابا عن الطعام والماء حتي تعترف بريطانيا به كأسير حرب. ومات في الخامس من مايو 1981 بعد 64 يوما من الاضراب المتواصل عن الطعام. وأكمل رفاقه اسري "الشين فين" الاضراب عن الطعام حتي أوقفوا اضرابهم في اكتوبر 1981. بعد وفاة عشرة من افراد الجيش الجمهوري في السجون البريطانية. عقب استجابة الحكومة البريطانية لمطالبهم والاعتراف بهم كأسري حرب. ووضع روفيكس اغنيته علي موقع "يوتيوب". وقال في تعليقه علي صمود خضر عدنان "يفترض بإضراب خضر عدنان الحالي عن الطعام أن يتواصل حتي الموت. ليكون ذلك أكثر من مجرد تذكير بالقليل من الاضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضه أسري الجيش الجمهوري الايرلندي العام 1981. ولا شك في أن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين هو أكثر من مجرد تذكير بالقليل من الاحتلال البريطاني لايرلندا.