سلطت مجلة "إيكونوميست" البريطانية الضوء علي الطموحات النووية لإيران, قائلة "إنه علي الرغم من أن أحدا لن يرحب بإيران كدولة ذات تسليح نووي إلا أن توجيه ضربة لمنشآتها النووية لا يعد الحل الأنسب لتحجيم هذه الطموحات". وأضافت المجلة- في سياق تقرير علي موقعها الالكتروني- "إن طهران لجأت لأساليب الخداع والإنكار لسنوات طويلة فيما يتعلق ببرنامجها النووي, وظلت تتوعد لمن يتحدث عن هذا البرنامج بغرض كسب المزيد من الوقت واضعة نصب عينيها اليوم الذي تتمكن فيه من صنع السلاح النووي". وأوضحت أن المجتمع الدولي سعي أولا لمناقشة طهران حول برنامجها النووي. ثم وازن بين آلام العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها والمكافأة التي قد تحصل عليها إذا تخلت عن حلم القنبلة النووية علي الرغم من اعتماد القوي الخارجية علي الاعتداء العسكري كملاذ أخير للتعامل مع هذه الأزمة. وأشارت إلي أن المواجهة السابق ذكرها يبدو في الفترة الحالية أقرب إلي الفشل. ذلك أن إيران واصلت تخصيبها لليورانيوم وهي تكتسب ما تحتاجه من تقنيات لإعداد السلاح النووي. ولا أدل علي ذلك من تجهيز مصنع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في "فردو" بالقرب من مدينة قم والذي يعتقد الكثيرون أنه محصن ضد الهجوم الجوي. وذكرت المجلة أن إيران لا يبدو أنها امتلكت ترسانة نووية إلي وقتنا هذا. غير أن تلك اللحظة قد تأتي قريبا. الأمر الذي دفع بعض المحللين ولا سيما في إسرائيل إلي الحكم بأن فرصة استخدام القوة ضد إيران بدأت في النفاد. وإذا صحت تلك التوقعات فإن عائقا لن يواجه إيران في طريقها لامتلاك القنبلة النووية. واختتمت "إيكونوميست" تقريرها قائلة "إن بعض الخبراء يرون أن الدول ذات التسلح النووي عليها أن تتصرف بمسئولية. غير أنه من المفزع أن نتخيل منطقة الشرق الأوسط تحتضن قوي نووية يحتدم بينها التناحر وتشتد بينها الخلافات الطائفية. ففي هذا الوضع ستبقي كل دولة من هذه الدول طرف أصبعها ملامسا لزر انطلاق الصاروخ الذي يحمل الرأس النووية. معتقدة بأن من يضغط علي هذا الزر أولا سيكون الأطول بقاء".