سوف تظل اللعنات تنزل علي رأس كل من شارك في قتل شهيد في استاد بورسعيد.. مهما طال الزمن.. وسوف يستمر الحزن في النفوس علي ضياع زهرات شباب أفقدهم البلطجية والظلمة الحياة.. ولن ينسي التاريخ تلك المعركة التي راح ضحيتها أكثر من مائة شاب كل ذنبهم أنهم ذهبوا الي احدي مدن مصر يشاهدون مباراة في كرة القدم. نعم.. كلنا مع الشهداء.. ونعم كلنا مع القصاص.. ونعم كلنا يستنكر ما حدث.. ولكن لابد أن نضع الأشياء في مكانها الصحيح وفي نفس الاطار والحدود. فما حدث في بورسعيد كان في الاستاد الرياضي.. وبعد مباراة كانت واحدة من أمتع اللقاءات الكروية لم يكن لأحداثها التي جاءت بعد نهاية المباراة أي ذنب في الشغب وفي البلطجة وفي تحويل المكان الي ساحة من الغوغاء سقط فيها شهداء تعدوا المائة من الشباب. وبناء عليه لابد أن يكون العقاب علي قدر الحدث وفي ذات الإطار.. وبتفسير أكثر.. ينزل العقاب مهما كان قاسياً علي المتسبب فيما حدث وهو هنا مجموعة البلطجية الذي ارتكبوا الجريمة.. وعلي المكان مسرح الجريمة وهو الاستاد.. وعلي المسئولين الذين سمحوا بتجاهلهم سواء عن عمد أو اهمال بارتكاب كل ما جري. كل ذلك واجب العقاب.. ولكن لا أعتقد ان ينال العقاب فريق الكرة الذي لعب وأجاد ولا أقول هنا اللاعبون فقط.. ولكن اسم الفريق.. فريق النادي المصري.. اشنقوا الجاني.. غرموا النادي صاحب الأرض كما تريدون اسجنوا الرؤوس المدبرة.. ولكن لا تقتربوا من فريق الكرة فلا ذنب له فهو لم يرتكب أي جرم يستحق عليه العقاب الذي يتردد في الساحة الكروية وبين أروقة اتحاد الكرة. وأوضح أكثر هناك اتجاه في لجنة المسابقات باتحاد الكرة بانزال العقاب علي فريق الكرة بالنادي المصري ما بين شطبه من سجلات الاتحاد.. أو هبوطه للدرجة الأدني وهنا يصبح الحكم ظالماً ومتجنياً علي فريق لا ذنب له علي الاطلاق فيما حدث. ويسأل سائل.. ما العقاب إذن؟! أقول نحن أمام جريمة الحكم فيها في يد أجهزة التحقيق ولجان إظهار الحقيقة ومحاكمات جنائية تملك من بنود القانون ان توقع العقاب حسب حجم الجريمة التي أمام القاضي. ولكن فان تطبيق عقوبة علي فريق النادي حسب اللائحة فانه يصبح الظلم بعينه.. انقلوا المباريات خارج المدينة.. اقيموا المباريات بلا جماهير.. انزلوا أقسي عقوبة مالية.. ولكن يظل الفريق أحد أقطاب الكرة.. ويلعب في نفس المسابقة التي انتهت فيها المباراة المجزرة وبنفس اللاعبين لأنه لا ذنب مطلقاً علي أطراف المباراة من لاعبين وجهاز فني.. وكفي ما حدث لأبناء شعب المدينة التي ابتليت بالحدث الاجرامي دون أي ذنب ارتكبه رجل يعيش علي أرض هذه المدينة.. ارحموا عزيز قوم ذل.