لم تختلف وجهات النظر حول أحداث مباراة الزمالك والإفريقي الأخيرة في ستاد القاهرة, وكان هناك إجماع علي أن الثلاثي حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة, وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة, وعبدالعزيز أمين رئيس هيئة استاد القاهرة.. مدانون في الوقائع. وفي البداية يري أسامة خليل نجم الإسماعيلي السابق أن غياب الحس الأمني لتنظيم واحتواء الأعداد الغفيرة من الجماهير, خاصة في مباراة حساسة بحجم لقاء الزمالك والإفريقي. وكان من المطلوب من الثلاثي أن يدرسا خطة بديلة في حالة الغياب الأمني منذ إندلاع الثورة فقد نجحت مصر حينما كونت لجان شعبية لحماية المواطنين في منازلهم.. وفي الشوارع فكيف لا ننجح في تكوين لجان شعبية من روابط المشجعين للحد من ظاهرة نزول الملعب في أي وقت وفي حالة غياب الأمن فكان من الممكن تكوين لجان شعبية يمكنها عمل حائط بشري من روابط المشجعين حول الملعب وبالقرب من الأسوار المقابلة للجماهير ولكن الجبلاية لم يكن يعنيها ذلك, لأن الاتحاد كان مشغولا بمشاكله الداخلية وكيفية التستر عليها, وأيضا لا أعفي من المسئولية رئيس هيئة ستاد القاهرة الذي اعترف بوجود عناصر مشاغبة قبل بداية المباراة وابلاغ السلطة المختصة في ذلك الوقت دون أن يحرر محضر بأحد أقسام الشرطة وكلنا نعلم أن الشرطة مازالت غائبة. ولذلك فإننا حذرنا من قبل أن الثورة المضادة ستجد طريقا بسهولة عن طريقين الأول هو ملاعب كرة القدم وعدم وجود حس أمني لحماية المواطنين والسبب الثاني لبداية الثورة المضادة هو بعض البرامج الرياضية وبعض الأقلام في الوسط الرياضي التي مازالت تعمل لحساب عناصر رفضتهم ثورة25 يناير فما حدث درس كبير للتنبيه لوضع رقابة تستدعي الحفاظ علي الأمن العام من خلال استبعاد مباريات الكرة وبعض البرامج الرياضية التي تعمل بدون رقيب. ومن جانبه أكد أحمد مجاهد رئيس نادي الحامول أن الذي حصل في موقعة ستاد القاهرة المسئول عنه الأسرة الرياضية بأكلمها وأن البلاد في حالة انفلات أمني. وحمل مجاهد اتحاد الكرة مسئوليةعدم تقدير للأحداث التي تمر بها مصر في الوقت الحالي من غياب الأمن وأن غياب الناحية التنظيمية خلال اللقاء كان السبب الرئيسي في الأحداث التي وقعت. وأوضح أنه يخشي إبعاد الأنظار عن ممارسات إتحاد الكرة والأسرة الرياضية المثار حولها الشبهات خلال هذا الحدث المهم, مشيرا إلي أن علي اتحاد الكرة أن يعيد حساباته جيدا بعيدا عن قضايا الفساد الخاصة بأموال البث مطالبا الجميع أن يتفقوا علي تطهير المجال الرياضي من الفساد. أما عمرو السعيد رئيس إتحاد الجمباز فقال, إن ما شهده استاد القاهرة من أحداث مؤسفة كانت آخر فصول فضائح اتحاد الكرة الذي فشل في إدارة المنظومة الكروية في السنوات الأخيرة وظن سمير زاهر أن الفوز بكأس الأمم الإفريقية التي أصبحت من البطولات الضعيفة اعجاز يفوق انجازات البشر, وسمير زاهر هو أحد الوجوه التي أساءت للرياضة المصرية وكانت سببا في حالة الاحتقان وإرضاء القيادات الحكومية المخلوعة تماما مثل حسن صقر الذي فشل بكل المقاييس في إدارة الرياضة المصرية. وحمل عمرو السعيد جزءا كبيرا من المسئولية لعبدالعزيز أمين رئيس هيئة استاد القاهرة, وقال إنه لابد أن يرحل فورا. وطالب السعيد بمحاكمة التوءم حسام وإبراهيم بعد أن تسببت تصريحاتهم غير المسئولية في إثارة الجمهور وحدوث هذا المشهد الذي تعتبر كلمة فضيحة أقل تعبيرا في وصفه. وعلي العكس طالب طارق يحيي المدير الفني لفريق الكرة بنادي المقاصة من الحكومة والشعب المصري محاكمة الذين تسببوا في الموقعة المؤسفة التي حدثت في اللقاء وتحرر الرياضة والكرة المصرية من الفاسدين وإعادة النظر في منظومة الرياضة خلال الفترة المقبلة. مؤكدا أن علي مسئولي الرياضة في مصر مراجعة قدراتهم وسياستهم بعيدا عن المصالح الشخصية, وضرورة النظر إلي صالح البلاد خاصة بعد أحداث ثورة25 يناير التي غيرت مفاهيم كل شيد وانصفت الحق. وطالب المدير الفني لنادي المقاصة, ضرورة محاكمة الفاسدين أمام جموع الشعب المصري حتي تكون عبرة لغيرهم من المفسدين الذين دمروا منظومة الكرة. وأشار إلي أن الجميع يعرف أن البلاد تمر بمرحلة حرجة تتطلب وقوف جميع الفئات بجانب المصلحة العامة, مؤكدا أن عنصر الأمن غائب وهو من الأسباب الرئيسية التي أدت لهذه الواقعة المؤسفة ويجب الوقوف بجانبهم. وشدد علي أنه يحترم القرار الذي أصدره رئيس الحكومة المصرية بتأجيل إستئناف مسابقة الدوري الممتاز وعدم الأخذ بقرار إتحاد الكرة بعودة النشاط بحثا عن أموال البث وأشياء أخري ليست في صالح المنظومة في البلاد. أما محمود الشامي عضو اتحاد الكرة السابق, فحمل مسئولية أحداث ستاد القاهرة للواء عبدالعزيز أمين رئيس هيئة ستاد القاهرة بسبب عدم التصرف سريعا عندما تأكد من دخول بعض البلطجية ومثيري الشغب قبل المباراة. وأضاف, كان يجب علي رئيس هيئة الاستاد الاتصال بالجهات المسئولة بالقوات المسلحة قبل بداية المباراة واصدار قرار بتأجيلها أو الحد من عدد التذاكر بداعي عدم توافر الأمن في المكان أو نقل المباراة إلي ملعب آخر. وأشار إلي أن المسئول عن هذه الأحداث ليس القائمين علي الملعب فقط ولكن أيضا يشمل مجلس إدارة الزمالك واتحاد الكرة بسبب عدم تأكدهم من عنصر الأمن في المدرجات فكان من الممكن الاستعانة ببعض اللجان الشعبية من الشباب لتأمين الملعب وبالاتفاق والتنسيق مع القيادة العسكرية والتي لولها لحدث ضحايا أبرياء ليس لهم ذنب في هذه الهمجية, مشيرا إلي أن الجميع يعرف أن الأمن غائب عن الشوارع فكان من الأقدر إقامة المباراة بدون جمهور أو نقلها لمكان آخر ولكن المسئولية الأولي يتحملها نادي الزمالك وبعض القيادات الرياضية التي وافقت علي اقامة المباراة علي ستاد القاهرة. وفي اتجاه آخر, أكد طاهر ابوزيد لاعب وعضو النادي الأهلي السابق, أن كل الجهات مسئولة عن ما حدث في موقعة ستاد القاهرة والمقصود منها واضح وصريح هو تشويه سمعة الثورة المصرية, إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الثورتين المصرية والتونسية تعيش أزهي عصور الحرية, والمنطق يقول إن مكان إقامة المباراة استاد القاهرة وشواهد ماقبل اللقاء يؤكد أن المكان هو الأنسب لإقامة هذا الحدث من جمهور عظيم والعبارات شديدة الحماس والدفء والترحاب بالضيوف الاشتقاء, وأن كان حدث العكس فالبعد هنا سياسي يتعلق بجموع بشرية نزلت في وقت واحد للترويع والتخويف والاضرار بالمنشآت إذ يوجد سيناريو واضح وصريح مثل الذي حصل في ميدان التحرير في موقعة الجمال. طالب أبوزيد المسئولين في جميع أجهزة الدولة بالتحقيق الفعلي مع من تم القبض عليهم فعليا وهم22 شخصا لمعرفة الحقيقة مع ضرورة إقامة محاكمة عاجلة لهؤلاء المتسببين في هذا الحدث وان لم يحدث ذلك ستدخل الفوضي البلاد ولأن ننتهي خلال الفترة المقبلة, مشيرا إلي أنه يطالب أيضا بالكشف سريعا عن أسباب الحدث ومن المسئول عنه من جميع الجهات لأن هؤلاء ليس لديهم انتماء للشعب المصري صاحب التاريخ العريق والذي يعرف كيف يحافظ علي ممتلكاته جيدا.