الذين ارتكبوا المذبحة الشنيعة في ستاد بورسعيد هم بالقطع ليسوا أبناء المدينة الباسلة بورسعيد.. إن من هذه المدينة لها تاريخ وطني مشرف منذ أن دنستها أقدام ديليسبس. فمنذ هذا التاريخ وأهل بورسعيد في نضال مستمر ضد المستعمر ولن ننسي تضحيات البورسعيدية وعملية التهجير الجماعي لهم مرتين في القرن الماضي ففي عام 1956 أيام العدوان الثلاثي وقف أبناء بورسعيد يذودون عن الوطن بكل قوة.. دفعوا الغالي والرخيص دفاعاً عن مصرنا الحبيبة وظهر الكثير منهم كأبطال للمقاومة وأسروا الكثير من الجنود المعتدين واصبحت هي المدينة التي واجهت كل أنواع العدوان وسمعنا وقرأنا الكثير عن بطولاتهم. وفي عام 1967 أيام النكسة دفعوا الثمن غالياً تماماً كما دفعوه من قبل سنة 1956 وفي هذه السنوات كالحة السواد في تاريخ مصر هجر أبناء بورسعيد بلدهم وعاشوا الشتات في كل أنحاء البلاد وهم وبقية سكان مدن القناة الاسماعيلية والسويس وظل الشباب في بلده يقاوم المستعمر حتي تطهرت مصر من دنس الغزاة فعادوا الي ديارهم. لماذا أكتب الآن هذه الكلمات وأنا حزين مثل كل المصريين الذين أحزنهم ما حدث لشبابنا في بورسعيد لكن بالقطع هناك تدبير من اناس مجرمين لا يريدون خيراً لهذا البلد.. ان ابناء بورسعيد الشرفاء اسأنا لهم كثيراً وهم لا ذنب لهم ويجب ألا نأخذهم بجريرة هم بالقطع ليسوا أصحابها.. ولمصلحة من نطالب بعزل المدينة ونحاصرها كل هذا الحصار ونبث الكراهية في النفوس ضدهم. بل أكثر من هذا لقد أصبح الحصار مادياً وهو الأمر الذي لا يليق لا بمصر الثورة.. ولا بمصر الحضارة.. ولا هو يليق ببلد له تاريخ عريق في النضال. ويجب ان نضع الأمور في اطارها وان ينال المجرمون أقسي أنواع العقاب علي ما ارتكبوا من جرائم فظيعة.. أما أن نعاقب بلداً بأكمله.. فلا.. وألف لا.