لا يجب أن يلوم أحد مجلس إدارة النادي الأهلي علي قراراته بشأن مقاطعة بورسعيد رياضيا لمدة خمس سنوات. ولا يجب عتاب أي لاعب أهلاوي علي أي تصرفات أو تصريحات خرجت منه عقب أحداث الأربعاء الدامي.. فما حدث كارثة بكل المقاييس. ومن الصعب نسيانها بسهولة. خصوصاً أن الغضب عارم من الكل حتي ممن لا ينتمون إلي القلعة الحمراء. فسقوط 74 مشجعا ضحايا لهذا الحدث المجرم آدمي قلوب كل المصريين بلا استثناء. وأبكي الكبير والصغير رجالا ونساء وقرار الأهلي في تصورنا رد فعل طبيعي مع حجم هذه المأساة البشعة. ولكن في تصورنا أيضاً أن هذا القرار قد لا يستمر طويلا في حال الكشف عن هوية المجرمين الذين ارتكبوا هذه المجزرة. وهم بالتأكيد ليسوا بورسعيدية أصلاً. لأنه لا يوجد بورسعيدي يقبل أن تطلخ يداه بالدماء. وبالتأكيد وسطاء الخير وهم كثرة سيتدخلون في الوقت المناسب. وهذا الوقت لم يحن بعد. ومن الصعب أن يتكلم أحد عن الصلح حتي ينال المجرمون العقاب المناسب للجريمة المشينة التي ارتكبت في حق شباب جماهير الأهلي.. وفي حق كل شعب مصر بكل انتماءاته وأطيافه. ومن هنا نقول إن الأهلي المجروح من حقه أن يتخذ ما يشاء من قرارات وإجراءات تحفظ حقوق مشجعيه وضحاياه. وحتي يتم الكشف عن الجناة. يجب التوقف عن الإساءة الكاملة لبورسعيد. وعلي الجميع أن يتنبه إلي أن أهل المدينة الباسلة أناس وطنيون ومكافحون. لعبوا أدوارا مهمة في تاريخ مصر الوطني. وبورسعيد قدمت شهداء لمصر في حروب عدة. ودفعت ثمنا لقرار تأميم القناة فتعرضت للعدوان الثلاثي الغاشم عام 1956. فضلا عن أبطالها في حرب أكتوبر. وأيضاً علي الجميع أن ينتبه أن هناك بلا شك مخططا لحدوث وقيعة بين أبناء الشعب الواحد في هذا الوقت الذي نعيشه. وبعضنا الآن من بين جماهير الأهلي من جاهر بكرهه لبورسعيد.. وهذا هو مكمن الخطر. لأن تيار الكراهية سينتقل من محافظة إلي أخري.. حتي ينتهي الأمر أن نتحول إلي متناحرين نحارب بعضناً البعض. والعياذ بالله..!! ومن هنا نقول.. إن مصلحة مصر تتطلب منا توخي الحذر من مكايد ودسائس الوقيعة. وعلينا أن نرحم شعب بورسعيد الذي تعرضت تجارته للكساد.. فلا ذنب لهؤلاء الذين يعيشون من رزق يأتي يوما بيوم من تصرف مجرم لفئة مهووسة لا تعرف دينا ولا أخلاقا ولا رحمة. ويا رب تنتهي هذه المحنة سريعاً.. وتعود مصر أقوي مما كانت.. ويداً واحدة.. يا رب.