جدل كبير تشهده الساحة الرياضية والكروية منها بالذات حول مسابقة الدوري العام وتوقف مبارياتها بعد الحادث المأسوي الذي جري علي أرض بورسعيد وراح ضحيته أكثر من 100 شاب هم زهرة شباب مصر منهم من لقي مصرعه علي أرض الاستاد ومنهم من لقي حتفه من شدة الإصابة .. لينقسم المجتمع الكروي إلي فئتين متضادتين. واحدة تتمسك بتوقف المباريات .. بل ويصل تشددها إلي إلغاء المسابقة هذا الموسم تضامناً مع قسوة الحادث ونتائجه المفجعة التي دوت وذاع تأثيرها المأسوي والحزين إلي خارج الحدود لذا يري أصحاب هذا الرأي انه من العيب الكبير مجرد الكلام هذه الأيام حول استئناف المسابقة ودماء الشهداء من زهرات الشباب لم تجب من مسرح الجريمة الشنعاء استاد بورسعيد وانه يصبح من التحدي لكل مشاعر الإنسانية المطالبة بعودة المباريات ودموع أهالي الشهداء مازالت تذرف والقلوب أصابها الوهن ألماً وحزناً علي فلذات أكباد أهالي الضحايا .. وهم يرون ويسمعون عن قلوب تحجرت وتجاهلت أحزانهم ونسيت آلامهم .. وراحوا يطالبون بعودة الحياة إلي الأندية مرة أخري وكأن شيئاً لم يكن أو كأن هؤلاء الشهداء ليسوا بشراً حرم الله قتلهم إلا بالحق. في حين يري أصحاب الرأي الآخر .. في توقف المباريات خسارة كبيرة علي الأندية وهي تتحمل الكثير من مصاريف الأجهزة الفنية واللاعبين والتزامات العقود وحق الرعاة والبث الفضائي وما إلي ذلك من خسائر بلغت في مجموعها لدي الأندية ملايين الجنيهات. يري أصحاب رأياً عودة المباريات انه في الامكان استئناف الدوري بعد فترة الأربعين علي الحادث والذي يوافق العشرين من مارس القادم لتكون النار قد هدأت والأحزان قد خفت وفي الإمكان إقامة المباريات بدون جماهير حتي تخف حدة المنافسات والتعصب الذي كان السبب الأول فيما حدث يوم الأربعاء الأسود فضلاً عن مساعدة المنتخب في تجهيز فريق قادر علي مواجهة الالتزامات الدولية بلاعبين جاهزين ومستعدين للمنافسات ومعهم أيضاً بعض الأندية المشاركة في البطولات الأفريقية للأندية. ولكني أضيف رأي آخر إذا ما سارت الأمور وعادت المباريات وهي ان تتعظ الجماهير وتأخذ مما حدث درساً وعظة وتنبذ التعصب والتشجيع الأحمق وتضع أمام أعينها القاعدة المعروفة ان الرياضة فوز وهزيمة وليس معارك يسقط فيها الأبرياء .. وتعلم ان مكانها المدرجات فقط بعيداً عما يجري علي المستطيل الأخضر .. ونتعلم جميعاً من درس المباراة النهائية لبطولة أفريقيا وما جري في أرض الملعب أثناء الاحتفال بالختام وكأننا في مسرح له قدسيته الجماهير في المدرجات وبرنامج المهرجان من تسليم الجوائز أو العروض الفنية في أرض الملعب. ثم هناك نقطة هامة أضعها أمام لجنة المسابقات التي تحدد مواعيد المباريات علي ألا تزحم اليوم الواحد بمجموعة من المباريات لا يتمكن الأمن معها من متابعتها جميعاً حتي ولو كانت في أماكن متفرقة وفي هذه الأيام بالذات حتي يمكن توزيع رجال الأمن بعددهم المحدود علي الملاعب وبين المحافظات متخذين من زحمة مباريات الأربعاء الأسود درساً وعظة لا يتكرر حتي لو أدي ان تلعب المباريات علي مدي أيام الأسبوع السبعة وكلها دروس يجب ان نستفيد منها إلي أن يعود لمصر الأمن والأمان من جديد .. حفظ الله مصر من تكرار الأحداث الدامية.