المفترض ان كلمة "ثورة" تعني -فيما تعني- هدم كل ما هو "طالح" تمهيدا لبناء كل ما هو "صالح" ولكن يبدو ان البعض لدينا يعتقد ان الثورة هي عملية هدم عشوائية لكل شيء سواء كان صالحا أو طالحا دون أدني تصور لما يمكن بناؤه فيما بعد. المهم ان تهدم الآن وليس مهما ماذا نهدم أو لماذا أو كيف كما انه ليس مهما ان يكون لدينا تصور عما يراد بناؤه!! وطبقا لهذا المفهوم الفوضوي التخريبي للمعني الحقيقي للثورة نجد أنفسنا نحن الإعلاميين من العاملين في الصحافة أو الإذاعة أو التليفزيون وخاصة في المؤسسات القومية المغلوبة علي أمرها منذ زمن بعيد عرضة لحملة مسعورة لا يمكن ان يكون هدفها الإصلاح وكأن كل العاملين بهذه المؤسسات "خونة" و"عملاء" و"مأجورين" رغم ان كثيرا منا شارك في هذه الثورة قبل تحولها إلي "تركات" خاصة يتاجر بها كل من هب ودب حتي أعدائها بل منا من استشهد أو أصيب ومن اعتقل وطورد وحورب قبل ان يولد الكثيرون ممن يسمون أنفسهم الآن "ثوار" كذبا وبهتانا بسنوات كثيرة ويشهد سلم نقابة الصحفيين الذي تحول إلي "حائط مبكي" خلال السنوات السابقة علي الثورة ان هذا القطاع الحيوي متخم بالشرفاء والثوار الحقيقيين الذين مهدوا وأعدوا لهذه الثورة التي يسرقها آخرون الآن. وكم شهدت نقابة الصحفيين مظاهرات واحتجاجات ومؤتمرات واجتماعات لكل التيارات الوطنية التي انجزت الثورة من كفاية إلي 6 أبريل إلي الجبهة الوطنية للتغيير إلي "صحفيون من أجل التغيير" وهو الأمر الذي لم يكن ليتم إلا بموافقة وحضور ومشاركة آلاف الصحفيين والإعلاميين المتهمين الآن -بالجملة- بالعداء للثورة. هناك فرق كبير جدا بين الإعلام أيام مبارك والإعلام الآن إذ لم يعد هناك رقيب علي أي منا كإعلاميين إلا ضمائرنا ومن قبل الله الذي لا إله إلا هو وحده. وما أكثر ما يسمع أو يشاهد ويقرأ من النقد بل والهجوم علي كثير بل كل المسئولين الذين نري انهم أهل لذلك ولكن يبدو ان البعض من المتاجرين بالثورة لا يزالون أسري الاسطوانة المشروخة لأنهم مشغولون فقط بأنفسهم وبمصالحهم ولما يروا أو يدركوا التغيير الحادث فعلا والحرب التي يخوضها الإعلاميون الشرفاء علي أكثر من جهة بدءا بلقمة العيش وانتهاء بالقضايا الوطنية والقومية. والغريب ان من يقود هذه الحملة الظالمة هم بعض الإعلاميين الذين باعوا ضمائرهم مصلحة أو نفاقا ممن يقبضون آلاف الجنيهات والدولارات والدينارات والريالات بينما الأغلبية العظمي لا تجد أحيانا مرتباتها التي تعد بالعشرات والمئات لا غير ولهذا لزم التنويه والتذكير.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.