خرج علينا البعض الأيام الماضية يقول إن هناك مؤامرة تستهدف تقسيم مصر وان هناك خريطة معدة ومقترحة للتقسيم واقامة دويلات صغيرة. وللتاريخ فقد كانت جريدة "المساء" سابقة في هذا المجال عندما نشرتها منذ عدة شهور في صفحة الحياة السياسية يوم الأربعاء 2 أغسطس 2011 أي منذ عدة شهور موضوعا كبيرا بعنوان "المساء تدق ناقوس الخطر.. انتبهوا ايها السادة تقسيم مصر يسير بخطوات سريعة" وانفردت بنشر الخريطة المشبوهة المقترحة للتقسيم.. وهو الأمر الذي دعانا ودعي المفكر بولس رمزي للتنبيه والاشارة وايضا للكتابة مرة أخري حول المؤامرة وكيفية مواجهتها لعل أحداً يستمع ويفعل هذه المرة. المواجهة.. ولكن!!! بولس رمزي يقول: لقد كنا أول من نبه إلي وجود مؤامرة تستهدف تقسيم مصر. وعندما كنا ننبه إلي وجود هذا المخطط لم يكن ذلك لمخاطبة المحكومين بل كان موجها للحكام من أجل أن يتدبروا الأمر فقد سبق ان افردت لنا صحيفة "المساء" المصرية صفحاتها وتناولنا من خلالها كشف ابعاد ذلك المخطط الرامي إلي تقسيم مصر والغريب انه منذ عدة أشهر كان لنا السبق في نشر تلك الخريطة علي صفحات جريدة "المساء" ومنذ يومين فقط نجد جهات التحقيق في قضية التمويل الاجنبي تتحدث عن هذه الخريطة ضمن المضبوطات. أين كانت الدولة عندما قامت جريدة "المساء" بنشر خريطة في مثل هذه الخطورة؟ لماذا لم تعرها اهتماما في وقت نشرها؟ في حقيقة الأمر اذا نجحت مصر في ان تخرج من هذا المنعطف التاريخي والخطير دون ان يتم تقسيمها فاننا نكون حققنا نصرا تاريخيا يفوق نصر أكتوبر بمئات المرات. حقا المؤامرة كبري. والمخطط خطير. والمواجهة شرسة ولكن كيف يمكننا المواجهة وكيف ننتصر فيها ومن وجهة نظري المتواضعة فإنني أري ما يلي: أولا- ان مخاطر التقسيم لا تستهدف مصر فقط بل تستهدف أغلب دول المنطقة وبالرغم من أن هدف تقسيم مصر هو بمثابة الجائزة الكبري. فإن هناك حقيقة ثابتة امام اعين من يخططون لتقسيم مصر. انه لا يمكنهم القيام بتنفيذ مخططاتهم بتقسيم أي دولة في المنطقة دون تقسيم مصر أولا. فهناك العديد من دول المنطقة أصبحت الآن جاهزة للتقسيم ولكن قرار تقسيم هذه الدول مؤجل لحين الانتهاء من تقسيم مصر أولا. فان مخططهم هذا ليس مخططاً عشوائيا بل مخطط تم دراسته بعناية وباسلوب علمي وعميق ومعرفة حجم ذلك المخطط فنحن في حاجة أن نتعلم من درس التاريخ في الماضي القريب. وفيما يلي بعضا من دروس التاريخ: 1- إن الاتحاد السوفيتي كان يعد ثاني أقوي دولة في العالم ولديه أقوي الأجهزة المخابراتية في العالم وعلي الرغم من هذا فقد نجحت الولاياتالمتحدة في اختراق أجهزته واشعال الثورة الشعبية وتفتيته دون ان تتدخل عسكريا في الاحداث ولم يتم اشتراك جندي أمريكي واحد في تلك العملية الكبري ا 2- الآن وبمنتهي الصراحة بعد ان تم القضاء علي الايدلوجية الشيوعية وهزيمتها في عقر دارها ومركز قيادتها وهو الاتحاد السوفيتي جاء الدور علي الايدلوجية الاسلامية. والتخطيط من أجل القضاء عليها بنفس المخطط الذي تم استخدامه فعندما يستهدف المخطط الاسلام. فان مركز الايدلوجية الاسلامية في المنطقة هو مصر دون منازع 3- عندما يتم مواجهة مخطط بهذا الحجم وينجح في تفتيت ثاني أكبر دولة في العالم تسليحيا ومخباراتيا دولة تدار بنظام مركزي ديكتاتوري صارما تحكمه عقيدة ايديلوجية راسخة. فلا ينبغي علينا التهاون والصمت في مواجهته للاسباب الآتية: أ- حتي نتمكن من مواجهة مخططا بمثل هذه الخطورة لا ينبغي علينا إدارة الازمة بشيء من العشوائية التي تدار بها الأزمة الآن.. لابد وان تتم المواجهة بنوع من العلم والحنكة والدراسة والدراية بالاساليب التي تدار وتدبر لنا فليس بالضرورة ان تتدخل أمريكا عسكريا علي أرض الواقع المصري من أجل اسقاط وتفتيت الدولة. فقد سبق لها وان نجحت في تفتيت الاتحاد السوفيتي دون ان تطلق طلقة واحدة علي الأراضي السوفيتية لكنها نجحت في هذا الدور باسلوب علمي عالي الكفاءة فقد نجحت الولاياتالمتحدةالامريكية في اسقاط الاتحاد السوفيتي بسواعد ابناء الاتحاد السوفيتي وهو نفس الشيء الذي يدار علي الأرض المصرية. مخطاطات ب- ولمواجهة مثل هذه المخططات لابد وان يعمل القادة علي توحيد الصف في المجتمع المصري باسلوب المصارحة والمكاشفة والاحتواء. وليس المواجهة. فالمواجهة سوف تخلق استنفاراً وعداء شعبياً تجاه الجيش مما قد يصل بنا إلي مواجهات وانشقاقات وانقسامات واختراقات في صفوف القوات المسلحة. ت- إن استخدام شخصيات اعلامية تدور حولها العديد من علامات الاستفهام وهي في الاساس شخصيات غير مقبولة في المجتمع المصري لذلك فلا ينبغي استخدام هؤلاء الاشخاص من أجل الترويج لفكرة المواجهة لمخطط مثل هذا فإن استخدام هؤلاء الاشخاص والاعتماد عليهم في المواجهة الاعلامية مع مخطط خطير يستهدف القضاء علي مصر والمنطقة له نتائج عسكية واثار سلبية تخدم المخطط ث- دور المجلس العسكري المخيب للآمال في مواجهة مخطط بهذا الحجم بالرسائل الفيسبوكية والتصريحات المقتضبه والمواجهات الدامية ومن امثلتها أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وتلك الانتهاكات والممارسات التي تم تصويرها وعرضها علي جميع الفضائيات العالمية والعربية والمصرية وعلي صفحات ومنتديات الانترنت الأمر الذي ساهم سلبا في ظهور ارض خصبة للمواجهة العلنية بين الشعب وقواته المسلحة. ج- الفرصة مازالت سانحة لمواجهة هذا المخطط ينبغي دعوة جميع اصحاب الفكر والرأي والصحافة والاعلام ورؤساء الاحزاب السياسية والمفكرين السياسيين المعارضين للمجلس العسكري والاجتماع بهم جميعا ومكاشفتهم بكل ما يدور في الخفاء والعلن ووضع خطة اعلامية موحدة عاجلة تستهدف حشد الشارع المصري في المواجهة ح- ينبغي علي المجلس العسكري استخدام أحد القادة العسكريين الذين يتمتعون بكاريزما وقبول ومقدرة علي توصيل الخطاب السياسي للعامة من الشعب المصري يقوم بشرح ابعاد ذلك المخطط واستفاضة وحشد الشارع المصري علي مواجهته واحباطه. أخيراً: "مالم تحاول منع الخطر عنك فانت شريك فيه"