"الشعب السوري يعرف الآن من يقف ضد حريته في مجلس الأمن". كانت هذه العبارة واحدة من التصريحات التي أدلت بها "سوزان رايس" السفيرة الأمريكية لدي الأممالمتحدة بعد استخدام روسيا والصين للفيتو ضد مشروع قرار دولي يدين استخدام القمع في سوريا! والسؤال: إذا كانت رايس صادقة وأمينة فيما ذهبت إليه وتزعم. فلتعلن لنا كم عدد المرات التي استخدمت فيها أمريكا الفيتو خلال القرن العشرين. أو عدد المرات التي استخدمت فيها واشنطن الفيتو ضد قرارات تدين الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين؟! طبعاً لن تتسع أجندة رايس ولن تسعفها الذاكرة لحصر عدد المرات التي استخدمت فيها أمريكا الفيتو داخل مجلس الأمن! لكن ذاكرة التاريخ لن تسقط أبداً عدد المرات التي تجاوزت 70 مرة استخدمت فيها الولاياتالمتحدة حق النقض "الفيتو" داخل مجلس الأمن. في الفترة من عام 1972 وحتي .2011 الأمريكيون يتعطشون لتحرير السوريين علي الطريقة الليبية. فالخسائر البشرية في ليبيا قبل التدخل العسكري الغربي وبتحريض عربي لم تتجاوز عدة مئات من القتلي. بينما تجاوز عدد القتلي الليبيين 70 ألف قتيل وأكثر من 130 ألف جريح بعد ضربات الناتو. وتحولت طرابلس إلي مدينة أشباح وكذلك مدينتا بني وليد وسرت. وتحتاج ليبيا إلي عشرة أعوام لإعادة إعمارها. وقد نجحت أمريكا وحلفاؤها في خلع نظام معاد لهم. وزرع ومساندة نظام ناعم مطيع. يقر لهم بالفضل ويدين بالولاء!! الموقف الإقليمي العربي يغري أمريكا وحلفاءها بإعادة رسم خريطة المنطقة وفق أهوائهم ومصالحهم. والتخاذل العربي والانكفاء علي المشاكل الداخلية لبعض الدول العربية جعل البعض في حالة عزوف تشغله مشاكله وأوجاعه. يريد أن ينجو بنفسه. بينما البعض الآخر من العرب قد سلموا انقيادهم تماماً لأمريكا وهم في حالة انسجام تام!!