المأساة الإنسانية التي عاشتها مصر باستاد بورسعيد باتت تمثل نقطة سوداء علي ثوب الرياضة .. لأنها بكل المقاييس جريمة في حق الشعب المصري لأنها تعكس حالة الفوضي والانفلات الأمني الذي يعاني منه الشارع المصري منذ قيام ثورة يناير المجيدة والتي تركنا فيه "الحبل علي الغارب" للبلطجية والفلول يعيثون في الأرض فساداً دون عقاب رادع لهم من المسئولين لتصل الكارثة للذروة خلال أحداث مباراة المصري والأهلي والتي راح ضحيتها عشرات الأرواح ومئات المصابين وكأنه كان مخططاً ان تنقلب هذه المباراة الرياضية إلي كارثة إنسانية بدأت خيوطه الأولي بين الشوطين عندما نزلت الجماهير أرض الملعب وبدأت فاصلاً من الشغب لتكتمل الصدورة السوداء بعد نهاية المباراة والتي انتهت بفوز المصري علي الأهلي صاحب الأرض وبدلاً من ان تحتفل جماهيره بهذا الفوز تفرغ أصحاب هذا المخطط لاستكمال ما بدأوه بين الشوطين ليتحول الملعب إلي معركة مأساوية والمثير للدهشة ان رجال الأمن فقدوا السيطرة مبكراً أو قل انهم لم يتدخلوا منذ البداية بحسم لمنع حدوث هذه الكارثة مع بداية شرارتها الأولي بين الشوطين وهنا أتوجه بهذا السؤال كيف حدثت الكارثة والوزير محمد إبراهيم وزير الداخلية هو بنفسه الذي طلب من اتحاد الكرة إلغاء عقوبة منع الجماهير من حضور المباريات وأصر علي دعوتها للحضور للملاعب.. كان من الطبيعي ان يتقدم مجلس إدارة النادي المصري برئاسة كامل أبوعلي استقالة جماعية لقناعتهم بأن العمل العام في هذه المرحلة لن يؤثي ثماره في خدمة المجتمع وكان من الطبيعي ان يستقيل محافظ ومدير أمن بورسعيد وان يصدر اتحاد الكرة قراراً بتجميد نشاط كرة القدم لأجل غير مسمي وان يصدر مجلس إدارة النادي الأهلي بياناً رسمياً برئاسة حسن حمدي يعلن فيه تعازيه لضحاياه من الجماهير ويؤكد تعليق جميع الأنشطة الرياضية لحين الكشف عن المخططين والمنفذين لهذه الجريمة والقصاص منهم وأنا شخصياً سبق حذرت من تطور حالات الانفلات الأمني في الملعب وضرورة التصدي له بحزم لانه مجال مفتوح يمكن ان يستغله أعداء الوطن في اشاعة الفوضي في الملعب ولذلك فان قرار تجميد نشاط الدوري ليس كافياً