غادر آلاف المتظاهرين ميدان التحرير الليلة الماضية عقب المشاركة في جمعة "العزة والكرامة" التي دعا إليها عدد كبير من القوي السياسية لإحياء ذكري شهداء الثورة المجيدة والذكري الأولي لجمعة الغضب التي بدأ فيها تساقط الشهداء بالإضافة للإعلان عن استمرار الثورة حتي تتحقق المطالب ورحيل العسكري في الوقت الذي استكمل فيه المئات من المتظاهرين اعتصامهم بصينية الميدان حتي يتحقق مطلبهم في تسليم السلطة من العسكري إلي مدنيين. استمر ثوار التحرير في فض جماعة الإخوان المسلمين ومنصتهم بالميدان وشهدت "جمعة العزة" والكرامة وصول هذا الرفض إلي أشده متهمين الجماعة بالمجئ للاحتفال بالثورة في الميدان بعدما تحققت مطالبهم واعتلوا مقاعد البرلمان حيث هتف المتظاهرون بالميدان ومن علي المنصة الرئيسية للثوار والقوي السياسية "الميدان مليان.. اخرج بره يا إخوان" و"بره بره.. اطلع بره" و"الشرعية من الميدان.. لا من المشير والإخوان". وردت منصة الإخوان عليهم بهتاف "يا خالد يا سعيد.. انت شاهد وشهيد". قام عضوا مجلس الشعب محمد عبدالمنعم الصاوي ود. محمد البلتاجي باعتلاء المنصة لتهدئة المتظاهرين وأكدوا لهم ان هذه الأفعال لن يستفيد منها سوي العسكري ولابد من الوحدة بين الثوار حتي تتحقق أهداف الثورة التي دعت إليها جميع طوائف الشعب. إلا أن كل هذا الكلام لم يلق قبولاً لدي المعتصمين واستمروا في الهتاف ضد الإخوان وقاموا برفع الأحذية في وجه المنصة والإشارة بأصابعهم الوسطي في وجه المتحدثين من علي المنصة خاصة بعد اعتلاء أحمد ماهر مؤسس حركة "6 أبريل" والذي طالب في كلمته بالهدوء ولم الشمل بين الثوار حتي تتحقق المطالب قال ماهر ليس معني اعتلائي منصة الإخوان المسلمين تأييدي لهم ولكني لا أرضي بأن يصبح هذا الشكل والمنظر هو تعامل الثوار بين بعضهم. مشيراً إلي أن العدو الذي نواجهه واحد وهو المجلس العسكري ولكن علينا أن لا نختلف حتي لا تصبح هناك حرب أهلية بين الثوار المحترمين لأن علينا التوحد ضد العسكري ومطالبته بسرعة تسليم السلطة إلي مدنيين سواء مجلس الشعب المنتخب أو إلي حكومة ائتلافية مدنية من رحم الثورة وتعبر عن الشعب المصري. استمر هتاف المتظاهرين ضد الإخوان "بيع بيع الثورة يا بديع" و"يا طنطاوي صح النوم.. انهارده آخر يوم". وفي ظل استمرار الهتاف ضد الجماعة قامت المنصة بإذاعة السلام الوطني والهتاف "ايد واحدة" للتهدئة. قام أحد أعضاء مجلس الشعب عن حزب الحضارة بالحديث في ميكروفون المنصة مطالبا الثوار بالهدوء ومشيراً إلي أن كل ثائر يرفض وجود الجماعة رافعا حذاءه فإن هذا الحذاء فوق رأسه. واعتلي المنصة عبدالرحمن فارس عضو شباب الثورة وأبدي استياءه من تلك الأفعال التي يقوم بها الثوار الذين لم يحدث بينهم اختلاف في ثورة 25 يناير وهتف "قول متخافشي المجلس لازم يمشي" و"واحد اتنين تسليم السلطة فين". وانطلقت مسيرة ضمت المئات من أمام منصة الإخوان للمطالبة برحيلهم من الميدان وهتفوا "بيع بيع الثورة يا بديع". وهتف المتظاهرون من أمام المنصة ضد كلمة "العيد الأول" المكتوبة علي لافتة منصة الإخوان وطالبوهم بإزالتها حتي تحقق لهم ذلك وقام الإخوانيون بوضع لافتة أخري مكتوب عليها "الشعب يريد". وتسببت تلك الأحداث في حدوث حالة من الهياج بالميدان وحتي اعتلاء عضو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف المنصة طالبوه بالنزول وهتفوا ضده "انزل انزل". وبعدها هدأت المنصة في ظل استمرار الرفض من قبل المتظاهرين لوجودهم وانطفأت أنوارها وسماعاتها حتي أذان وصلاة المغرب إلا أنهم لم يستكملوا إلا بعد ساعتين بالنشيد الوطني. وفي نفس الوقت قام مجموعة من المتظاهرين بإطلاق الألعاب النارية وهتف المتظاهرون "دي ثورة مش حفلة" حتي كفوا عن إطلاقها. وشهد ميدان التحرير الليلة الماضية الاعتداء علي مصورة أجنبية قامت بالتقاط الصور الفوتوغرافية بسبب شكوك البلطجية في هويتها واعتقدوا انها إسرائيلية الجنسية مما أدي إلي التحرش بها في الوقت اتهمهم بعض الثوار بالعمالة ومساعدتها لأخذ أموال منها ونشبت بينهم مشاجرات أدت إلي التزاحم في الميدان وتحطيم وهدم مجموعة من الخيام كانت في طريق المتظاهرين مما تسبب في تمزيق ملابسها وسط صرخاتها وتجمع المئات حولها ممن يريدون ستر عورتها حتي اقتادوها إلي عمارة رقم "1" بشارع محمد محمود وكونوا كردونا بشريا من المتظاهرين لحمايتها حتي قدوم سيارة الإسعاف. وكذلك اندلعت بعض الاشتباكات بين أحد البائعين والثوار بسبب ملاصقته لبعض الفتيات في وضع غير محترم. شهدت جمعة "العزة والكرامة" عشرات المسيرات القادمة من ميدان مصطفي محمود وشبرا وقصر النيل والعباسية ومسجد الاستقامة والنور والفتح وطلعت حرب والمعادي دعت إليها حركة 6 أبريل الجبهة الديمقراطية وكذلك من ماسبيرو للمطالبة بسرعة إجراء المحاكمات لرموز الفساد في النظام السابق وتسليم السلطة من المجلس العسكري إلي مدنيين. وانطلقت مسيرة كبيرة من مئات المتظاهرين بالميدان متوجهة إلي وزارة الدفاع للمطالبة بإنهاء محاكمة المدنيين عسكريا وتسليم السلطة فوراً وحدثت بعض الاشتباكات والمناوشات بينهم وبين البعض من مؤيدي المجلس العسكري الذين قادوا مسيرة بميدان العباسية لتأييد العسكري. وقاد علاء عبدالفتاح الناشط السياسي المئات في مسيرة من شبرا إلي ماسبيرو وهتفوا ضد الإعلام الحكومي وقيادات الإذاعة والتليفزيون. وكذلك مسيرة أخري نسائية انطلقت من ميدان التحرير إلي دار القضاء العالي أحاطها العشرات من الرجال. واصل مئات المتظاهرين اعتصامهم داخل عشرات الخيام التي أقاموها بصينية الميدان وأكدوا علي عدم رحيلهم قبل تسليم السلطة من المجلس العسكري إلي مدنيين ودعت الجمعية العمومية لثوار مصر إلي الاعتصام لمدة 18 يوماً مثلما حدث في 25 يناير الماضي. قال محمود محمد اللبودي منسق الجمعية.. هدف الجمعية توحيد صفوف القوي الثورية التي شاركت في الثورة بالإضافة إلي الحركات التي اندلعت منها حتي نستطيع الخروج ببيان موحد للتحدث مع المجلس العسكري حتي لا يسألنا مجدداً من أنتم؟! مضيفاً أن الاعتصام لمدة 18 يوما ليس مقرراً لأن المدة من الممكن أن تطول أو تقصر حسب استجابة العسكري لمطالب الثورة. وقال مصطفي الصاوي متحدث حركة بداية.. لن نغادر الميدان قبل تسليم السلطة لأن الثورة لا تزال مستمرة ولم يتحقق حتي الآن أهم مطالبها وأهدافها في القصاص للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية. قام بعض الفنانين التشكيليين برسم مجموعة من الجداريات الثورية التي تحمل صور الشهداء وبعض الصور المعبرة عن الأحداث علي سور المتحف المصري.