انطلق أمس برلمان الثورة بأطياف تمثل الشعب لأول مرة منذ بدأ النظام البرلماني في مصر علي يد الخديوي إسماعيل خلال افتتاح قناة السويس في نهاية ستينيات القرن التاسع عشر. البرلمان الجديد بتشكيلته التي يغلب عليها التيار الديني أمامه مسئوليات ضخمة وعليه تبعات ثقيلة. ولأنه برلمان الثورة فاننا نطالبه بتحقيق شعار الثورة "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية". ولكي يتحقق هذا الشعار لابد أن يخلع النواب كل النواب أردية الحزبية في البهو الفرعوني ويكون شغلهم الشاغل كيف يسعدون شعب مصر. وأقول لهم جميعاً اسلاميين واقباطاً وليبراليين يمكنكم ان تسعدوا الشعب ا لذي قام بالثورة واختاركم نواباً عنه بتحقيق الآتي: * ان تهتموا بالمهمشين والمحرومين والفقراء وسكان المقابر والعشوائيات.. ان تسنوا قوانين تخلق لهم حياة آدمية كريمة كبداية لرفع مستوي معيشتهم والعيش مثل باقي البني آدميين في مساكن تتوفر بها كافة المرافق التحتية والفوقية ووظائف تدر عليهم دخلاً معقولاً ووسائل مواصلات يشعرون فيها بأنهم بشر.. انهم يا نوابنا الكرام "قنابل موقوتة" وليس من الصالح ابدا ان يستمروا هكذا.. حتي لا ينفجروا فينا وفيكم. * أن تولوا اهتماماً أيضاً بالطبقات المتوسطة فترفعوا الحد الأدني للأجر وتخفضوا حده الأقصي حتي تضيق الفجوة الشاسعة في الأجور والتي وصلت إلي اتساع المجرة الكونية.. والا ترهقوهم بأعباء جديدة من ضرائب وأسعار سلع وتعريفة مواصلات.. كفي ما عاناه الناس من بعض وزراء حكومة نظيف "الغبية". * ان تغيروا للأفضل أحوال الفلاح وتعوضوه عَمَّا اصابه نتيجة السياسات العشوائية تارة والمتعمدة تارة أخري لتشجيعه علي ان يقبض علي الأرض بالنواجذ ولا يهدرها بالتجريف والتبوير والبناء أو يتركها ويهجر القرية بحثاً عن لقمة العيش. * أن تضعوا التعليم والصحة علي رأس الأولويات التي يجب ان تتغير سياساتها من الألف إلي الياء.. فلا تقدم بدون تعليم جيد ولا عمل وانتاج بغير عاملين أصحاء. * ان تعلنوا الحرب علي الفساد والمحسوبية والواسطة.. فالفساد كان قد تعدي الركب ووصل إلي الأذقان حيث استحل الفاسدون موارد وثروات الوطن وكأنها إرث لهم عن آبائهم مثلما استحلوا حقوق المواطنين وأموال أصحاب المعاشات الغلابة دون ان يطرف لهم رمش. والمحسوبية كم برأت مجرمين وجعلتهم "باشوات" وأدانت وقتلت أبرياء ووضعت رفاتهم في صناديق القمامة. والواسطة كم أذلت رقاباً ورفعت اقزاماً وكم قربت أغبياء وأبعدت عباقرة وكم احتل التافهون والانتهازيون أماكن النابهين. * ان ترسخوا دولة القانون.. أكرر دولة القانون.. هذا القانون الذي سفح دمه علناً وأصبح الخروج عليه دستور حياة.. نريد قوانين تطبق باحترام وبلا تمييز وتنظم كل مناحي الحياة.. الدولة اما ان تكون دولة قانون أو دولة بلطجة. * ان تحاربوا كل خروج علي الأخلاق وان تجعلوا "الأخلاق" مع القانون أساس أي تغيير وتقدم وانجاز.. فلا يمكن بدونهما ابداً ان ننهض تعليمياً وصحياً ومعمارياً واقتصادياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً ورياضياً وصحفياً وإعلامياً.. حتي ان أمير الشعراء شوقي جعل الأخلاق عماد الأمم وعمارها وتقدمها وازدهارها حين قال: انما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فان همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا. قول حاسم وبات. فهل تعود الأخلاق مرة أخري ويستحي عديمو الأخلاق من أنفسهم أو رغم انفهم؟!! ندعو الله ونتمني. هذه مطالبنا من نواب برلمان الثورة.. وكلنا أمل في أن تتجسد وتتحقق علي أرض المحروسة حتي نري" التغيير تغييراً والثورة وقد أتت ثمارها. وبالله التوفيق * آخر الكلام.. أين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! عيوننا أجهدت كثيراً ونحن نتابع بياناتها علي الإنترنت.. والآن.. لا حس ولا خبر. هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة؟ أم أن هذه الهيئة المزعومة مجرد فقاعات هواء تبددت سريعاً؟ عموماً .. نحن مستعدون لأعضائها تماماً.. والراجل فيهم يظهر!!