الطيران المدني مازال يواصل نزيف الخسائر بسبب ضعف التشغيل.. المطارات تعاني من ضعف الحركة الجوية.. ومصر للطيران تواجه أزمة نقص الركاب بإلغاء بعض الرحلات أو بالأحري تقوم تبتخفيضها في بعض المدن العالمية أو تجميع الركاب في رحلة واحدة أو تغيير الطراز ولديها خطة لمواجهة الأزمة تقوم بتنفيذها بعد انخفاض التشغيل بسبب الأحداث التي أعقبت ثورة 25 يناير وأدت إلي عزوف العديد من الركاب عن السفر جواً. المحنة تزداد يوماً بعد يوم ولا مناص من تجاوزها في أسرع وقت ممكن إذا رغبنا في التواجد في سوق النقل الجوي وحققنا رواجاً للمطارات.. وانصافاً للحق جميع المسئولين بالطيران المدني وفي مقدمتهم المهندس حسين مسعود وزير الطيران يبذلون قصاري جهدهم من أجل الخروج من عنق الزجاجة واستعادة حجم التشغيل والحفاظ علي مكانة الطيران المدني المصري عالمياً بعد أن نال اعجاب الجميع بحصوله علي شهادات دولية في كافة الأنشطة وأصبح في مصاف شركات الطيران العالمية وأيضاً المطارات الدولية. مشروعات عديدة يتم تنفيذها الآن في المطارات سواء في مطار القاهرة الدولي أو المطارات الداخلية وصفقات طائرات من طرازي الإيرباص الأوروبية وبوينج الأمريكية بمليارات الجنيهات من أجل الحفاظ علي العالمية التي تحققت والمنافسة بقوة في سباق النقل الجوي الذي أصبح متاحاً للجميع ودائما البقاء للأصلح والأجود. وشاهدنا شركات طيران دولية تنسحب من السباق بعد الخسائر التي أحاطتها من كل جانب. في بداية أحداث الثورة شاهدنا اعتصامات ووقفات احتجاجية وتظاهرات وتهديدات بوقف الحركة الجوية في المطارات ومصر للطيران وكأننا في سوق عكاظ وسرعان ما هدأت النفوس بعد استجابة المسئولين لبعض المطالب الفئوية عن طريق الحوار البنّاء.. ومع اقتراب الاحتفال بثورة يناير وجدنا البعض يستعيد الماضي الحزين ومطالبهم فئوية منهم من له حق والبعض الآخر يريد تحقيق مكاسب مادية مستغلاً هدوء قياداتهم وعدم اتخاذ أي اجراءات ضدهم. السائقون بالوزارة امتنعوا عن العمل لتوصيل الموظفين بعد انتهاء عملهم وطالبوا بنزول الوزير للاستماع لمشاكلهم وحلها ورفضوا لقاء بعض المسئولين بالوزارة وتمت الاستعانة بأتوبيسات مصر للطيران لنقل الموظفين.. وضباط حركة مصر للطيران بمطار الأقصر هددوا بالإضراب بسبب تجاهل حقوقهم في الحصول علي المأموريات الخارجية منذ عشرات السنين مما استدعي سفر وفد من الشركة بالقاهرة للاستماع لشكواهم و امتصاص غضبهم.. حتي المضيفات بشركة مصر للطيران للخطوط الداخلية والاقليمية "اكسبريس" هددن بالإضراب وطالبن بمساواتهن بضيافة شركة الخطوط.. هذا هو جزء مما يحدث في الطيران المدني رغم الأزمة التي يعاني منها.. العاملون يريدون مزايا مالية وهم يعلمون أن الخزائن خاوية والالتزامات عديدة تجاه العاملين من رواتب ومكافآت وحوافز شهرية وتسديد الديون لدي البنوك المحلية والأجنبية عن القروض التي تم منحها للطيران المدني لتنفيذ المشروعات وصفقات الطائرات. علي العموم الأزمة خطيرة والأخطر أن الخطر يحاصر جميع العاملين وهم للأسف نائمون يحلمون بالمزايا المالية ويستغلون الأحداث من أجل تحقيق مطالب فئوية وتجاهلوا أن الخطر يحاصر الجميع وتخطي الأزمة بسلام في مصلحة الجميع. انتبهوا أيها السادة حتي لا يأتي اليوم الذي تبكون فيه جميعاً علي اللبن المسكوب.. اللهم بلّغت.. اللهم فاشهد.