كشفت نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة العديد من الحقائق التي يجب الا تغيب عن الاذهان. منها ان تيار الاسلام السياسي له وجود حقيقي وكبير داخل المجتمع المصري مكنه من حصد اغلبية مقاعد البرلمان ومنها ان كثيراً من القوي الاخري كالليبرالية والقومية واليسارية تعطي نفسها حقوقاً اكبر بكثير من حجمها في الشارع بعض النظر عن الظروف والملابسات التي سبقت وصاحبت هذه الانتخابات. ومن هذه الحقائق ايضاً ان المرأة والشباب وفئات كثيرة اخري قد ثبت انها اضعف من أن تنافس علي مقاعد مجلس الشعب وسط هذه الظروف والملابسات رغم ان قطاعاً كبيراً من النساء بالذات كان رافعة انتخابية فعالة للتيارات الاسلامية حتي بات امر ما يسمي ب "تمكين" المرأة وكأنه مناقض لرغبات وطموحات المرأة ذاتها!!! ومن هذه الحقائق واخطرها ايضاً ان "الإخوان المسلمون" يديرون المحادثات والمفاوضات الجارية حول تشكيل اغلبية برلمانية بنفس الطريقة التي اداروا بها المحادثات والمفاوضات التي جرت حول التحالفات الانتخابية وبأسلوب "نحن الاصل والاخرون فروع" بينما تفوق السلفيون علي انفسهم مرة اخري حيث بدأوا يبحثون ويركزون علي المساحة المشتركة بينهم وبين القوي الاخري ومن بينها قوي كانت تنال اكبر قدر من هجوم السلفيين عليها إلي حد التفسيق والتضليل وربما التكفير وهو امر مناسب للتغير في لغة الخطاب السلفي الذي ظهر جلياً وخاصة من قبل قيادات حزب النور والجماعة الاسلامية بعد الانتخابات. هذا يعني ببساطة شديدة ان السلفيين واعون إلي ضرورة الاقتراب من القوي السياسية الاخري بعكس الاخوان المعتزين بقوتهم ونجاحهم واجندتهم الخاصة التي تؤثر مباشرة علي شروط مفاوضاتهم مع القوي الاخري وهو نفس الخطأ الذي وقعوا فيه بابتعادهم عن هذه القوي بعد سقوط مبارك بالمشاركة مع السلفيين الذين يبدو واضحاً انهم استفادوا من الدرس علي عكس الاخوان. فهل يعني ذلك ان الاخوان اقل قدرة من السلفيين علي التطور وقراءة الواقع المستقبلي اذ ربما لاتبقي الظروف والملابسات هي نفسها في الانتخابات القادمة؟ هذا السؤال مجرد سؤال يتعين علي قيادات الاخوان الاجابة عنه قبل فوات الأوان لان القوي يمكن ان يضعف والضعيف يمكن ان يقوي وسبحان من له الدوام والثبات. فهل يفعلون؟!