أيام قليلة وتهل علينا ذكري ثورة يناير.. رغم ان الكثير يخشي ان تتحول احتفالات 25 يناير إلي اعتصامات ومحاولات للوقيعة بين الجيش والشعب باثارة أعمال الشغب واقتحامات للاماكن السيادية والهامة بميدان التحرير مثل مجلس الوزراء تعبيراً عن عدم الرضا عن حكومة الجنزوري.. ومجلس الشعب رفضاً لنتائج الانتخابات.. ووزارة الداخلية للتأكيد علي اسقاطها وتغييب الأمن عن الشارع.. وتتحول احتفالات الثورة إلي مواجهات تهدف لاحداث ثورة ثانية لاسقاط المجلس العسكري.كما يخشي البعض ان تحدث صدامات بين القوي السياسية المختلفة وبين التيارات الإسلامية لتصفية حسابات الانتخابات تتحول إلي مواجهات دامية.. يتم معها استدراج الجيش للتدخل ليتحول إلي طرف في صراع القوي.. وتكون هذه المواجهات نقطة الانطلاق إلي ثورة ضد المجلس العسكري.. وتعتصم القوي السياسية بالميدان في اصرار علي اسقاطه.. وتتجاوب بعض المحافظات مع هذه الأحداث للوقوف ضد المجلس بالتنسيق مع بعض القوي السياسية.الخلاصة ان الكثيرين يخشون ثورة أخري ضد المجلس العسكري.. أو بمعني أدق مؤامرة تحاك ضد الجيش تهدف في النهاية إلي إسقاط المؤسسة العسكرية لتلحق بالمؤسسة الأمنية "الشرطة".. وبالتالي اسقاط الدولة ونشر أعمال الفوضي وتمزيق أوصال البلاد بأعمال البلطجة والحرق والنهب.. أو بحرب أهلية تأتي علي الأخضر واليابس.رغم كل هذا التخوف الذي يعتري الكثيرين.. إلا انني أخالفهم الرأي وأدعوهم للتفاؤل.. وان هذا اليوم وتلك الاحتفالات ستمر بسلام ويشهد بها العالم كما أشاد بالثورة نفسها.. وان الجميع سيشارك في هذه الاحتفالات دولة وشعباً لتكون عرساً للديمقراطية.. لأنني أثق في وعي الشعب المصري ومعدنه الأصيل.. وان كافة القوي والتيارات تعمل لصالح البلد وتضع مصلحة مصر في المقدمة.. وأنهم واعون للمؤامرات التي تحاك ضد مصر.. وقادرون علي التصدي لها وإحباطها.. لأنهم أبناء هذا البلد أياً كانت ميولهم أو اتجاهاتهم.كما أنني أثق في الجيش المصري الذي يضم أخي وابني وأبي وأنهم جميعاً مستعدون للتضحية بدمائهم وأرواحهم من أجل مصر لانهم من هذا الشعب وأبناء هذا البلد.. وأنهم يشاركون الشعب الاحتفال بثورته التي انحاز لها.. ووقف علي مسافة واحدة من كافة القوي والتيارات السياسية.. وتحمل المسئولية في هذا الوقت العصيب ليسلم زمام الأمور إلي من يختاره الشعب.. ولديه من الوعي والوطنية ما يحميه من السقوط في شرك الصدام مع الشعب وتوجيه السلاح إلي صدور أبناء مصر.